اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعدة مواضيع أبرزها، اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، للقرار الذي تم بموجبه رفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وتهديدات الولاياتالمتحدة بقطع مساعداتها عن الدول التي صوتت لصالح القرار ذاته، وجولة أمير قطر الإفريقية، إلى جانب مواضيع أخرى محلية متنوعة. ففي مصر كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها أنه رغم التهديدات ومحاولات الابتزاز من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية لدول العالم لتمرير قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، فإن غالبية دول العالم لم تخش هذه التهديدات، ووجهت من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول "لطمة قوية" للغطرسة الأمريكية ووافقت بأغلبية كبيرة على قرار يدين القرار الأمريكي الذي يخالف كل القرارات والقوانين الدولية المتعلقة بالمدينة المقدسة. وأضافت أن القرار أيدته 128 دولة ورفضته 9 دول، في حين امتنعت 35 دولة عن التصويت، الأمر الذي يعكس وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق العربي والفلسطيني ورفض المحاولات الأمريكية تغيير الواقع ومخالفة القوانين والقرارات الدولية. وسجلت أن تهديدات الرئيس الأمريكي التي أطلقها قبيل انعقاد الجمعية العمومية بقطع المساعدات عن الدول التي ستصوت لمصلحة مشروع القرار الرافض لاعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل "لم تجد نفعا"، وكذلك تصريحات السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة التي قالت خلالها إنها ستسجل أسماء الدول التي ستصوت لمصلحة القرار وتبلغها للإدارة الأمريكية، في "ابتزاز رخيص وسلوك غير مألوف في الأعراف الدبلوماسية الدولية".. وفي موضوع آخر، قالت يومية (الجمهورية) إن نواب الشعب حققوا انجازا كبيرا بعد موافقتهم على قانون التأمين الصحي الاجتماعي الشامل والذي يعتبر آخر القوانين التي خرجت من التشريع إلى التطبيق مع اقتراب العام الحالي من الرحيل، ليبدأ تطبيقها ومد مظلتها لأنحاء البلاد على مراحل اعتبارا من العام الجديد. وسجلت أن هذا القانون الجديد يضع حدا للتجارب السابقة في مصر سواء المشاكل التي عانى منها المرضى والجهاز الطبي معا وما أفرزته تدخلات البيروقراطية والروتين أو السؤال الحائر عن تكلفة الخدمة الصحية المفترض في قاعدتها المجانية بين ما وصف بالعلاج الاقتصادي أو على نفقة الدولة والأوضاع السيئة التي عانت منها المستشفيات الحكومية. أما يومية (الأخبار) فنشرت عمودا لأحد كتابها، تطرق فيه إلى اكتشاف حقل الغاز الأخير في مصر، قال فيه، إن حقل "ظهر" العملاق للغاز المكتشف حديثا في أعماق البحر المتوسط، والذي سيصل حجم انتاجه إلى مليار متر مكعب يوميا، سيساهم بشكل كبير في دعم موارد الدولة وضخ عائدات جديدة تقدر ب2 مليار دولار، وهو ما يعني عدم تحميل الموازنة قيمة العبء المادي المترتب على استيراد الغاز للاستهلاك المحلي. وسجل الكاتب أن توافر الغاز في مصر سيؤدي إلى "نهضة صناعية" تعتمد على استخدام هذا المصدر الطبيعي في تشغيل المصانع وإلى "انفراجة" واسعة في الأوضاع المالية وكل ذلك طبعا سيصب في اتجاه دعم جهود التنمية المأمولة. وفي الامارات، اهتمت الصحف باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، للقرار الذي تم بموجبه رفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وكتبت صحيفة (الاتحاد) في هذا الصدد، أن "الشرعية الدولية انتصرت انتصارا ساحقا" برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الإدارة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها من تل أبيب إليها، مؤكدة أن "واشنطن لم تقرأ جيدا العواقب الدبلوماسية لقرارها، وأهم هذه العواقب هو افتقاد الثقة بشراكة أمريكا في عملية السلام التي ترعاها منذ سنوات بعيدة، وكان لإداراتها المتعاقبة دور بارز فيها، وجهد لا ينكره أحد". واعتبرت الصحيفة أن "الجيد في القرار الأمريكي هو أنه أعاد الحياة إلى قضية الشعب الفلسطيني التي ظن الجميع أنها ماتت في ظل التحديات الجسام التي تواجهها المنطقة"، وعلى رأسها الحرب على الإرهاب، معربة عن أملها في أن تعيد واشنطن النظر في قرار أضر كثيرا بدورها كشريك في عملية السلام. من جانبها اعتبرت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أن تصويت 128 دولة ضد القرار الأمريكي يعني أن العالم "يقف مع العدالة والحق وتقرير المصير، ويرفض أن يكون أسيرا لسياسات طائشة أو أن يكون رهينة مساعدات مالية أمريكية". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان" العالم ليس للبيع" أن "الإدارة الأمريكية سقطت في امتحان المجتمع الدولي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو السقوط الثاني لها خلال أسبوع بعد مجلس الأمن، وهذا الفعل بالمعنى السياسي ضربة موجعة لهيبة دولة عظمى لم تستطع أن تجمع حولها سوى دول مجهرية مجهولة من تصنيعها، عائمة على سطح المحيط الهادئ تستخدمها كمحطات لبوارجها، وتضم بضعة آلاف من البشر" . من جانبها كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان" فلسطين ليست موضع ابتزاز" أن "التصويت التاريخي" بالجمعية العامة للأمم المتحدة يعد موقفا يحتاج البناء عليه والعمل وفقه، خاصة أنه أوصل رسالته سواء لترامب أو لغيره بأن القرار لم يعد له أي فاعلية بحكم أن القدس محتلة ولن تقوم أغلبية دول العالم بأي خطوة مماثلة. وخلص كاتب الافتتاحية إلى القول بأن هذا التصويت "يستوجب بالتالي وقفة أمريكية جادة أمام الرسائل المنبعثة منه، كونها دولة فاعلة وعليها أن تكثف جهودها لإنجاز حل شامل وعادل للقضية لا أن تضاعف انحيازها بهذه الطريقة، لأن السلام وإنجاز حل الدولتين فيه مصلحة أمريكية كما هو الحال بالنسبة لجميع دول العالم كونه يضع حدا للصراع الأطول في العصر الحديث" وفي قطر، واصلت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، اليوم أيضا، متابعة جولة أمير قطر بغرب إفريقيا لدى محطتها أمس الجمعة بكل من جمهورية غينيا كوناكري وكوت ديفوار، مؤكدة أنها "ستشكل نقلة نوعية في العلاقات القطرية الغرب إفريقية"، من منطلق أنها "تأتي في إطار استراتيجية قطر للانفتاح على إفريقيا وتعزيز العلاقات الثنائية وخلق شراكات استراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتنموية"، خاصة في ظل ما لهذه المنطقة من "ثقل سياسي واقتصادي إقليميا ودوليا". وأضافت أن هذه الجولة تأتي "استكمالا" لجولة كانت "شملت في وقت سابق شرق افريقيا"، و "ضمن التزام دولة قطر الثابت بالمساهمة في النهوض بالقارة الافريقية" و "تعزيزا لجهود حفظ السلم والأمن الدوليين في عالم مضطرب، يحتاج إلى زيادة هوامش التعاون والشراكة، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتنموية". وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الوطن) بقلم أحد كتابها، تحت عنوان "دلالات عزلة أمريكا في (الأمن) وسبل دعم الانتفاضة"، أن الولاياتالمتحدة وقفت هذا الأسبوع في وضع "نادر"، منذ نشأتها كأمة، "وحيدة في مجلس الأمن الدولي في مواجهة تأييد جميع الدول الأعضاء بالمجلس لمشروع القرار المصري- الفلسطيني لإبطال قرار رئيسها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لافتة الى أن استخدام المندوبة الأمريكية الفيتو لمنع صدور القرار "لا يعني انتصارا لأميركا، بل هو هزيمة مدوية" لسياستها. واعتبر كاتب المقال أن القرار الأمريكي أحدث تصدعا في علاقات واشنطن بحلفائها الغربيين، و شكل "صفعة كبيرة للسياسة الاسرائيلية"، موضحا أنه "عدا عن تفجر الانتفاضة الثالثة وعودة صور الانتهاكات الاسرائيلية ضد الأطفال والشيوخ والنساء لتحتل شاشات التلفزة العالمية"، فقد أدى القرار الى "إسقاط" كل ما بذلته إسرائيل من جهود "لتلميع" صورتها و"أعاد التضامن والتأييد الدولي للقضية الفلسطينية من أوسع الأبواب وعلى نحو غير مسبوق في تاريخ الصراع، فلأول مرة تحصل تظاهرات في أغلب دول العالم مؤيدة للقضية الفلسطينية وتتزامن معها مواقف لمعظم الدول منددة بقرار ترامب". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "صفقة التصفية الأمريكية"، أنه بالرغم من كل الخطوات الأمريكية الأخيرة المعادية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدسالمحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وبدء إجراءاته لنقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة، إلا أن هناك من مايزال ينتظر مايسمى بالخطة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية أو ما يسميها البعض ب"صفقة القرن". ويرى كاتب المقال أن واشنطن المنحازة، قادرة فعلا على أداء دور مهم في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، ولكن ليس باتجاه إيجاد حل عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، وإنما باتجاه تصفية هذه القضية العادلة للشعب المكافح الذي لم يتوقف نضاله يوما من أجل تحقيق أهدافه الوطنية. وأضاف أن هذه الإدارة التي هدد رئيسها بقطع المساعدات والتمويل عن الدول التي تصوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قراره، لا يمكن أن تساهم بحل عادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي من المتوقع منها أن تكمل دائرة انحيازها للكيان الإسرائيلي، وأن تكون "الصفقة" التي تعدها، صفقة لتصفية القضية الفلسطينية، وليست لإيجاد حل عادل لها. وفي السياق ذاته، كتبت (الدستور) في مقال بعنوان "مغزى الانتصار في نيويورك ودلالاته"، أن ما حصل في المنتظم الدولي خلال الأسبوع الماضي، هو تصويت عالمي على عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية الحق الفلسطيني، وكانت نتيجته احتلال فلسطين لأكبر مساحة من التأييد العالمي، مقابل إحكام أطواق العزلة والحصار على الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين، وكذا الرعاية الأمريكية التامة، لطموحات أقصى اليمين الديني والقومي في إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن القرار الدولي الجديد، لا شك أنه يرتب على الفلسطينيين، ومن تبقى من العرب، تكثيف الجهود وحثها لإدامة هذا الدعم والبناء عليه، من خلال تشديد حملات المقاطعة وفضح السياسات الإسرائيلية ومطاردة القائمين عليها في كل محفل دولي، سياسي وحقوقي، توطئة لنزع الشرعية عن الاحتلال والاستيطان، الذي يشكل كابوسا يؤرق مضاجع حكومة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل. في لبنان، توقفت الصحف المحلية عند احتجاجات الشعب الفلسطيني الرافض للاحتلال ولقرار ترامب جعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، والخلاف حول مرسوم تنظيمي يتعلق بترقية ضباط الجيش، والاستعدادات لعقد مؤتمرات دعم لبنان. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (الديار) إن جمعة الغضب الفلسطينية الثالثة، عمت مناطق الضفة والقطاع وأراضي فلسطينالمحتلة، وواجه الشبان الفلسطينيون جنود الاحتلال ببسالة وقاموا بتطويق حواجزهم ورشقهم بالحجارة، مشيرة إلى أن اللافت كان هو حجم التظاهرات والمسيرات الحاشدة لكل أطياف الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأحزابه ومنظماته الذين خرجوا بصوت واحد رافض للاحتلال ولقرار ترامب جعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال. وفي الشأن المحلي، ذكرت يومية (الجمهورية) أنه رغم دخول البلد في عطلة عيد الميلاد، لم يتم تعطيل محاولات البحث عن كيفية إعادة مد الجسور بين الرئاستين الأولى والثانية، التي صدعها المرسوم التنظيمي المتعلق بترقية ضباط الجيش، ولكن من دون أن تسجل هذه المحاولات أي خرق يمكن البناء عليه لافتراض أن الأمور سائرة في الاتجاه الذي كانت عليه قبل الأزمة. وأضافت اليومية أنه بالتوازي مع حركة الاتصالات التي يقوم بها المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم مع الجهات المعنية بهذه الأزمة، تتراكم المؤشرات حيث باتت أمام باب تصعيد إضافي ومفتوح، وخصوصا أن أطراف الخلاف "متمترسة" خلف مواقفها ولا تبدو في الأفق أي إمكانية للتراجع. وفي موضوع آخر، قالت يومية (النهار) إن لبنان سارع من زاوية دبلوماسية للعمل على عقد مؤتمر باريس - 4 في بيروت، وليس في باريس، مضيفة ان اتصالات لبنانية - فرنسية جرت لجس النبض حيال إمكان حسم هذا الملف ونقل المؤتمر إلى بيروت، ومحاولة تقريب موعده أيضا إلى أبريل المقبل، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي للعاصمة اللبنانية.