تابعت كبريات وسائل الإعلام الدولية باهتمام بالغ الفاجعة التي هزت المغرب يوم أمس الأحد، والتي أودت بحياة 15 امرأة وجرح أخريات بإصابات متفاوتة الخطورة بسبب تدافعهن خلال عملية توزيع مساعدات غذائية نظمتها إحدى الجمعيات المحلية بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة. وسائل الإعلام الدولية أفردت مساحات واسعة للفاجعة التي أثارت غضب المغاربة، وأوردت صحيفة "إلموندو" الإسبانية مقالاً محرجاً تحت عنوان: "المغرب.. مصرع 15 شخصا وهم يتدافعون كالحمقى من أجل المؤونة الغذائية". واستعملت الصحيفة، التي ركزت في مقالها على تصريحات من عين المكان، مصطلحات مثيرة للجدل، ووصفت الضحايا بالأشخاص الذين كانوا يركضون ويتدافعون من أجل لقمة العيش وكأنهم في "حالة مجاعة". صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية واسعة الانتشار سلطت الضوء على الفاجعة من خلال مقال تحليلي ركز على الإمكانات الاقتصادية للبلاد، وقالت إنه من "الناحية الاقتصادية يعدّ المغرب عموما أكثر تحسنا من البلدان المجاورة، حيث انخفض فيه معدل الفقر إلى 4.2 في المائة في عام 2014، وفقا لبيانات البنك الدول". المنبر الإعلامي أكد أن هذه المعطيات لا يمكن أن تخفي الظروف الصعبة التي يعيشها المغاربة في المناطق القروية والهامشية مثل منطقة سيدي بولعلام التي شهدت الحدث المأساوي، وقالت إن ما يقارب 19 في المائة من سكان البوادي يعيشون في الفقر، ويعيش نحو 15,5 في المائة من المغاربة على نحو 3 دولارات في اليوم، أي أقل من 30 درهماً. وذكر المنبر الأمريكي أن الحكومة المغربية أنفقت المليارات لتهدئة الأوضاع في البلاد خلال احتجاجات حركة 20 فبراير، وسط ضغط من المؤسسات الدولية المانحة للقروض؛ ولكنها عادت إلى تخفيض الإنفاق والدعم والتوظيف في القطاع العام. وأشارت إلى أن الاقتصاد المغربي شهد تغييرات كبيرة في العقدين الماضيين مع المشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة؛ ولكن النقاد يعتبرون أن هذه المشاريع لم تغير شيئا على مستوى الحياة اليومية لمعظم المغاربة، ولا يزال تصنيف الأممالمتحدة يضع المغرب في المرتبة ال123 في مؤشر التنمية البشرية، يقول المصدر. الصحافة الفرنسية ركزت بدورها على الخبر الفاجعة، وأورد موقع "لوباريزيان" أن الواقعة تبين جانب من مأساة هؤلاء الفقراء الذين تجمهروا منذ الصباح الباكر في سوق سيدي بولعلام من أجل الاستفادة من دقيق القمح. ونقلت على لسان أحد الأطباء بالمنطقة أن "عملية توزيع المساعدات الغذائية هذا الموسم شارك فيها الكثير من الناس من ضواحي الصويرة؛ وهو ما أدى إلى تكسير الحواجز التي نصبتها اللجنة المنظمة". أما صحيفة "واشنطن بوست" فربطت بين تجمهر المغربيات البدويات وحالة الجفاف التي تعيشها مختلف المناطق في البلاد بسبب تأخر التساقطات المطرية، وعنونت مقالها ب: "مصرع 15 امرأة بسبب تدافع لتوزيع الدقيق في المغرب المنكوب بالجفاف". وقالت إن النساء اللواتي تجمهرن على المساعدات سافرن لأميال من القرى النائية المدمرة بالجفاف لسبب واحد، وهو الاستفادة من حملة توزيع المساعدات الغذائية. وفي صورة سوداوية، أشارت الصحيفة الأكثر انتشارا في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن توزيع المساعدات الغذائية كانت "هبة يوم الأحد" حتى تنقل الأسر الجائعة الطعام إلى منازلها، خصوصا مع تداعيات قبضة الجفاف.