تعيش الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى جدا والصغرى والمتوسطة على صفيح ساخن هذه الأيام، بسبب موجة من الانسحابات والاتهامات بالاختلالات في التسيير، أياما بعد اللقاء الذي جمع وفدها مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وعلى بُعد أسابيع من المناظرة الوطنية للمقاولات الصغيرة جدا التي ستنظم بتنسيق مع هيئات حكومية. وعلمت هسبريس أن عددا من الأعضاء المنسحبين من الكونفدرالية، الجدد والقدامى، يستعدون للتوقيع على عريضة ستوجه إلى رئيس الهيئة وإلى الهيئات المعنية بالشأن المقاولاتي الرسمية وغير الرسمية المغرب، من أجل "الاحتجاج على طريقة تدبير رئيس الكونفدرالية التي لم تعقد جمعها العام الوطني منذ 2012، بالرغم من أن القانون يفرض ثلاث سنوات فقط". مصادر من داخل الكونفدرالية، بينها أعضاء سابقون بها فضّلوا الانسحاب، أوردوا أنه "منذ أربع سنوات، طالت الكونفدرالية موجة من الانسحابات وطنيا وفي بعض الجهات بسبب سوء تدبير الرئيس وانفراده بكل القرارات؛ ما اضطر عددا كبيرا للانسحاب وتأسيس هيئات محلية أو وطنية". في السياق ذاته، فجّرت يسمينة الفارسي، نائبة رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى جدا والصغرى والمتوسطة، موقفا من العيار الثقيل حين أعلنت استقالتها من الكونفدرالية بسبب ما وصفته مضايقات عدة؛ "أهمها ما جاء على لسان رئيس الكونفدرالية (..) السيد عبد الله الفركي، حين تجرأ على تخييري بين الاستمرار في العمل ضمن الكونفدرالية أو الاستمرار في التعبير عن مواقفي تجاه قضايا وطنية، كحالة الاحتقان في الحسيمة؛ وهي المواقف التي لا تتعارض مع مبادئ وقوانين الكونفدرالية وتعبر عن عمق وطنيتي وحبي للوطن وخدمته". وقالت الفارسي، في نص الرسالة الذي توصلت بها هسبريس، "ما أثار استغرابي هو أن الموقف غير المسؤول لرئيس الكونفدرالية جاء مباشرة بعد اللقاء الرسمي الأخير الذي جمعنا مع السيد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بتاريخ 03 أكتوبر 2017 بمقر رئاسة الحكومة بالرباط". وأضافت الفاعلة المدنية الريفية، "في الوقت الذي يتجند جميع مسؤولي البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لإيجاد سبل وحلول للأزمة التي عرفتها منطقة الريف.. وبعد دعوة صاحب الجلالة الجميع، بمن فيهم المجتمع المدني والفاعلون الاقتصاديون والأحزاب السياسية، إلى الانخراط في هذا المسلسل الإصلاحي والتنموي؛ اختار رئيس الكونفدرالية عدم الانخراط في هذا الورش والتفكير في مصالحه الشخصية". وتضمنت تفاصيل الاستقالة المثيرة ما وصفته الفارسي "غياب الوضوح والشفافية في تدبير بعض الملفات، رغم تحذيراتي المتكررة لذلك والتي لم تجد آذانا واعية"، موردة من بينها "ميزانية الكونفدرالية وفحوى الإيميلات الواردة على البريد الإلكتروني الرسمي، وعدم تفعيل بعض المكاتب الجهوية، واتخاذ قرارات فردية والاكتفاء بسردها عبر وسيلة الواتساب دون الرجوع إلى آلية التشاور، وعقد بعض الاجتماعات بعيدا عن أنظار باقي أعضاء المكتب واتخاذ قرارات غير ديمقراطية". عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات والصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، أقر، في تصريح هاتفي لهسبريس، بانسحابات حاصلة داخل هيئته، موردا أن الأمر عادي في المغرب "في العام الأول من تأسيس المكتب الجديد، انسحب على الأقل ثلث الأعضاء لدواع مختلفة واشتغلنا في العام الثاني بنصف الأعضاء.. فليس هناك جمعية في المغرب يبقى عدد أعضائها مستقرا بعد ثلاث سنوات". وتابع المتحدث قولا إن هناك فعلا أعضاء انسحبوا من الكونفدرالية في مكتب الدارالبيضاء "وأسسوا هيئة مستقلة بهم"، فيما أورد أن أعضاء المكتب الوطني للولاية الحالية "كان يضم 17 عضوا وهو الآن يتوفر على عدد قليل.. وهو أمر عادي"، على حد تعبيره. وبخصوص الاتهامات الموجهة إليه باعتباره رئيسا للكونفدرالية بحصول اختلالات مالية، قال الفركي إن ميزانية الهيئة فارغة؛ ف"منذ 2013، لم يتم استقبال أي واجب انخراط من الأعضاء الجدد أو القدامى ولا أي مداخيل أخرى"، فيما قال إن قرار استقالة يسمينة الفارسي "مفاجئ" مشيرا إلى أن "الخلاف كان حين تناول الإعلام حضورها مع وفد الكونفدرالية كنائبة للرئيس في لقاء مع رئيس الحكومة على أنها فاعلة مدنية ريفية".