لم يكن الهدف القاتل الذي سجله لاعب الوداد البيضاوي أشرف بن الشرقي في مرمى فريق اتحاد العاصمة الجزائري، ليل أمس السبت برسم إياب نصف نهائي عصبة الابطال الافربقية، فقط بمثابة رصاصة الرحمة التي أسقطت الفريق الجزائري، بل جاء الهدف ليعلن عن انطلاق أفراح عارمة تفجرت في مدرجات مركب محمد الخامس، و انتشرت بعد ذلك في مختلف أحياء و شوارع الدارالبيضاء، تعبيرا من الجمهور عن فرحته وبهجته بالتأهل "وداد الامة" إلى نهائي عصبة الأبطال الافريقية. و شهدت الأحياء المعروفة بكونها معاقل ل"الفريق الاحمر"، و كذا الساحات و المحجات الكبرى في الحاضرة الاقتصادية للمملكة، تدفقا هائلا للجامهير، من مختلف الأعمار، ذكورا واناثا، خرجوا فرادى و جماعات للتعبير عن فرحة لا توصف، وهم يحملون الاعلام الوطنية والريات الحمراء المميزة لفريق الوداد، منتشين بالانجاز التاريخي الذي حققه أشبال الاطار التقني المغربي حسين عموتة بعد مباراة بطولية. وانطلاقا من مركب محمد الخامس أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم ودرجاتهم النارية، التي شكلت مواكب متواصلة على طول شوارع الحسن الثاني والجيش الملكي و إبراهيم الروداني، و ساحة الاممالمتحدة و ساحة الجامعة العربية، ومن هناك الى كورنيش عين الدياب، عازفين سمفونية النصر الشبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر اصدقاء العميد المقاتل ابراهيم النقاش، و المهاجم المارد أشرف بن الشرقي. وكانت حناجر الجماهير البيضاوية الغفيرة تحيي ابطال "القلعة الحمراء"، مرددة شعارات تمجد مسيرتهم الموفقة مع الاطار المغربي الشاب حسين عموتة ، في وقت تعالت زغاريد النساء اللواتي عبرن عن الفرحة التي عمت جميع الأفئدة، فارتسمت على محياهن لحظة حبور خالدة ستبقى راسخة في الأذهان. و تميزت هذه الفرحة العفوية بترديد الجامهير المحتفلة بهذا الانجاز الاغاني الخالدة لل"وينرز"، أكبر فصيل لمشجعي الوداد البيضاوي، من قبيل "الحمرا مون أمور" و "اميغو" و "ودادي لك حبي وفؤادي"، وهي تمني النفس في أن تعبد المباراة التي حقق فيها الانتصار الطريق نحو لقب ثان غاب عن خزائن النادي البيضاوي العريق منذ سنة 1992.