استقبل حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، أمس الأربعاء بمقر المؤسسة، ديميتري ميدفيديف رئيسَ حكومة جمهورية روسيا الفيدرالية، الذي كان مرفوقا بوفد رفيع المستوى. وأكد بنشماش، خلال هذا اللقاء، أن هناك فرصا كبيرة متاحة، تدعو إلى إقامة شراكة نموذجية بين المغرب وروسيا، "لاسيما أننا نتقاسم الرؤى والطموحات نفسها، كما نواجه تحديات مشتركة"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث أن المغاربة يقدرون عاليا مكانة وموقع جمهورية روسيا الفيدرالية على المستوى الدولي، والدور الوازن الذي تضطلع به لإقامة نظام عالمي متوازن ومتعدد الأقطاب. وأبرز رئيس الغرفة الثانية أهمية الموقع الجيو استراتيجي للمغرب كقوة إقليمية صاعدة جديرة بالثقة، والدور الذي يلعبه على مستوى القارة الإفريقية سواء في الجانب المتعلق بتحقيق التنمية المستدامة أو محاربة الإرهاب الدولي، أو استكمال مسلسل البناء الديمقراطي وإرساء مقومات دولة الحق والقانون والمؤسسات، وإطلاق أوراش تنموية كبرى. كما عبّر رئيس مجلس المستشارين عن الاعتزاز القوي بموقف موسكو الداعم للوحدة الترابية للمغرب، معتبرا أن النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية يعود إلى مخلفات "الحرب الباردة"، ومنوها في الآن ذاته بدعم روسيا لجهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل سياسي لهذا النزاع. من جانبه، أشاد رئيس حكومة جمهورية روسيا الفيدرالية بعمق ومتانة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين روسيا والمغرب "التي صمدت على مر التاريخ أمام التقلبات والصعوبات التي واجهتها"، مؤكدا أن بلاده في حاجة إلى المغرب اعتبارا للدور الإستراتيجي المهم الذي يلعبه بالمنطقة. كما ثمّن المسؤول الروسي مبادرة رئيس مجلس المستشارين بإرساء منتدى برلماني مشترك لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، مبرزا أنه سيدعم هذه المبادرة خلال لقائه برئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية لدى عودته إلى أرض بلاده. حريّ بالذكر أن اللقاء عرف حضور كل من عبد الصمد قيوح، الخليفة الأول لرئيس المجلس، والعربي لمحرشي ورشيد المنياري وأحمد الخريف وأحمد تويزي، أعضاء مكتب المجلس، فضلا عن سفيري البلدين بالرباطوموسكو.