استقبل رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، يوم أمس الأربعاء، بمقر المجلس بالعاصمة الرباط، نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين ورئيسة مجلس الشيوخ الأرجنتيني، جابرييل ميشيتي، على رأس وفد هام، وذلك بدعوة من بن شماش بنشماس وجابرييل ميشيتي وأفاد بلاغ صادر عن مجلس المستشارين، توصل « فبراير بنسخة منه، أنه خلال هذا اللقاء، عبر بن شماس، أصالة عن نفسه ونيابة عن باقي أعضاء المجلس، عن اعتزازه بمتانة وعمق العلاقات المغربية الأرجنتينية، معتبرا أن هذه الزيارة تعد عربون صداقة وطموح مشترك لتوطيد وإرساء دعائم شراكة نموذجية متعددة الأبعاد بين بلدين صديقين، قادرة على مواجهة التحديات المشتركة في ظل محيط إقليمي ودولي شديد التعقيد. وبعد أن أكد على الأهمية التي يوليها الملك للخيار الاستراتيجي في تنويع علاقات الشراكة المتعددة الأطراف في إطار التعاون جنوب جنوب، دعا السيد رئيس مجلس المستشارين الجانب الأرجنتيني إلى استثمار كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات المتميزة بين البلدين إلى مستوى أعمق، من خلال بلورة مشاريع واقعية وبرامج عمل ملموسة قائمة على أساس الربح والمنفعة المتبادلة، خدمة لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين. وشدد رئيس المجلس كذلك، على أهمية الموقع الجيو استراتيجي للبلدين كفاعل أساس في تقوية وتمتين الشراكة بين الجانبين، لتمكين المغرب من الاستفادة من الأرجنتين لتوطيد علاقاته مع باقي دول أمريكا اللاتينية، وتقديم المغرب كبوابة منفتحة للأرجنتين ومنه إلى باقي دول القارة الإفريقية. استقبال الوفد الأرجنتيني بالمجلس كما أبرز بن شماس أهمية الدور الذي يلعبه البرلمان في الدفع بالعلاقات بين البلدين من خلال دعوته إلى التوقيع على مذكرة للتفاهم بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس الشيوخ الأرجنتيني، وإطلاق مبادرات للعمل المشترك، داعيا في نفس السياق إلى إحداث « منتدى برلماني إفريقي- امريكو لاتيني » ، كإطار للعمل المثمر والترافع حول القضايا العادلة، وإسماع صوت الشعوب الإفريقية وشعوب أمريكا اللاتينية في مختلف المحافل البرلمانية الدولية، في إطار علاقات جنوب جنوب. وذكر ذات المصدر، أنه وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جدد رئيس مجلس المستشارين التأكيد على تبات وصواب موقف جمهورية الأرجنتين من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ودعمها لجهود المغرب لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار مبادرة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المغرب. ومن جهتها، أعربت نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين ورئيسة مجلس الشيوخ الأرجنتيني أن زيارتها هاته للمملكة المغربية على رأس وفد هام، تندرج في سياق البحث عن آليات وسبل دعم وتوطيد مسار العلاقات الجيدة التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات وأكدت المسؤولة الأرجنتينية كذلك، أن بلادها تعتبر المغرب شريكا متميزا لها في القارة الإفريقية، وأيضا منفذا استراتيجيا لتوسيع علاقاتها مع باقي دول القارة الإفريقية. كما رحبت نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين ورئيسة مجلس الشيوخ الأرجنتيني بدعوة بن شماس بمقترح إحداث « منتدى برلماني أفريقو أمريكو لاتيني » كفضاء رحب للعمل المشترك في إطار علاقات التعاون جنوب جنوب، منوهة في الآن ذاته بمبادرة التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس الشيوخ الأرجنتيني ونظيره المغربي، وإعطاء دينامية جديدة للعلاقات بين برلماني البلدين. هذا وأشادت المسؤولة الأرجنتينية، في كلمتها، بالتقدم الذي يعرفه المغرب على مستوى حقوق الإنسان سواء على صعيد الممارسة أو المؤسسات ذات الصلة، مبدية استعداد بلادها القوي للتعاون في مجال حقوق الإنسان الذي يحظى بأهمية كبيرة في بلادها. وعبرت نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين ورئيسة مجلس الشيوخ الأرجنتيني عن دعم بلادها لجهود المغرب الرامية إلى إيجاد حل عادل لقضية الوحدة الترابية للمغرب في إطار جهود الأممالمتحدة. ويذكر أن هذا اللقاء الهام عرف حضور كل من الخليفة الأول لرئيس المجلس، عبد الصمد قيوح، والخليفة الرابع لرئيس المجلس، عبد القادر سلامة، وكذا أعضاء مكتب المجلس: أحمد لخريف، ورشيد المنياري ومحمد عدال، بالإضافة إلى رئيسة مجموعة الصداقة المغربية الأرجنتينية بمجلس المستشارين، وفاء بلقاضي، وسفيرة جمهورية الأرجنتين المعتمدة بالمغرب مريا فرناندا كاناس. كما تجدر الإشارة إلى أنه خلال هذا الاستقبال تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الأرجنتيني، وتهدف هذه المذكرة إلى إحداث آليات للتعاون والتشاور، يتم تحديد مجالاتها بواسطة بروتوكولات تلحق بها، وعقد مشاورات منتظمة ثابتة وبناءة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك خدمة للمصالح العليا للبلدين، وتنسيق الجهود والمواقف وتوحيد الرؤى على مستوى الهيئات البرلمانية والحكومية الجهوية والقارية والدولية وتحقيق التضامن والدعم المتبادل داخل هذه الهيئات. بعد التوقيع على المذكرة