يبدو أن جبهة البوليساريو غيرت من وجهها المكشوف في حربها الدبلوماسية ضد المغرب. فبعد منع دولة البيرو الناشطة الانفصالية خديجتو المختار من الدخول إلى البلاد بسبب انتحالها لصفة سفيرة "الجمهورية الصحراوية" والاختباء وراء جواز سفر إسباني، عمد أربعة أشخاص يقدمون أنفسهم كممثلين للجبهة إلى الدخول إلى مصر بجوازات سفر جزائرية. وانكشف الغطاء عن وفد البوليساريو خلال استعداد المركز الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض، التابع للاتحاد الإفريقي، يومي 25 و26 شتنبر الجاري، لتأسيس شبكة الوقاية ومكافحة الأمراض في شمال إفريقيا؛ إذ قدموا أنفسهم في هذا الاجتماع كممثلين للجمهورية الوهمية، وهو ما اضطر الوفد المغربي إلى الاحتجاج على ذلك، خصوصا وأن مصر لا تعترف بالبولبساريو، ليتبين في النهاية أنهم يحملون جوازات سفر جزائرية. وكشف مصدر من وزارة الخارجية والتعاون الدولي لهسبريس أن "الوفد المغربي رفض مطلقا أن يكون للجمهورية الوهمية تمثيل في الاجتماع، وتم التوصل إلى صيغة أن يجلس الأشخاص الأربعة في مقعد الوفد الجزائري، اعتبارا لكونهم يحملون جوازات سفر جزائرية، غير أنهم رفضوا، فساءت الأجواء داخل قاعة الاجتماع بسبب تعنتهم، مما أدى إلى إلغائه". وقال المصدر الدبلوماسي إن الواقعة تعد "خرقاً للضوابط الثابتة التي تحكم الاجتماعات الإقليمية"، منوها في هذا الصدد برد فعل دولة مصر الشقيقة "التي تعاملت مع هذا الموقف بحكمة ورصانة وطريقة بناءة". وأوضح المصدر ذاته أن الدول الإفريقية أصبحت ناقمة على تصرفات الانفصاليين المستفزة، التي تشوش على العمل الإفريقي وتؤثر سلبا على السير العادي للتعاون والاندماج الإفريقيين. وتأتي هذه الخطوة الاستفزازية بعد الفضيحة التي عصفت بالبوليساريو في العاصمة البيروفية ليما يوم 09 شتنبر الجاري، عندما حلت الناشطة الانفصالية خديجتو المختار بمطار ليما الدولي لكنها لم تتمكن من دخول البلد بسبب انتحالها لصفة سفيرة "الجمهورية الصحراوية". وبحسب مصادر هسبريس، فإن الناشطة الصحراوية لا زالت معتصمة داخل المطار تنتظر النظر في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد سلطات البيرو، ومن المرتقب ترحيلها؛ "لأن تواجدها غير القانوني بات يشكل خطراً على سلطات البلاد والمسافرين". وكان "كارلوس باسومبريو"، وزير الداخلية البيروفي، قد أكد، في تصريح قوي، أن المدعوة خديجتو المختار، التي تزعم أنها ممثلة للبوليساريو، "ليس معترفا بها وليست مدعوة من قبل وزارة خارجية البيرو". وأضاف وزير الداخلية البيروفي، في التصريح ذاته، أن انفصالية البوليساريو "ترفض ترحيلها، كما ترفض دخول التراب البيروفي كسائحة". ويأتي توضيح داخلية البيرو في أعقاب إصدار مصالح الهجرة البيروفية، التابعة للوزارة ذاتها، بيانا نشرته على موقعها الإلكتروني كذبت فيه الادعاءات الواهية لانفصالية البوليساريو بشأن اعتقالها، مشيرة إلى أن هذه المواطنة الإسبانية "لم تمنحها السلطات البيروفية أي تأشيرة دبلوماسية، ولم تحصل على أي امتيازات أو حصانة"، كممثلة ل"البوليساريو" بليما، على خلاف ادعاءاتها الواهية.