قال خبير أمريكي في القانون الدولي وحقوق الإنسان إن الأممالمتحدة "ضعيفة" بشأن قضايا النزاهة القانونية والأخلاقية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من كونها "منحازة". وحدّد ريتشارد فولك، من أصل يهودي، 3 عوامل وراء ضعف الأممالمتحدة؛ وهي الواقع الجيوسياسي، واعتمادها على الدعم الأمريكي، إضافة لتمتع خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن بحق النقض (فيتو)، واستخدامه لخدمة مصالحها. جاء ذلك خلال حديثه للأناضول على هامش محاضرة بعنوان "فلسطين، والفصل العنصري، والمستقبل" ألقاها فولك، في جامعة صباح الدين زعيم (غير حكومية) بإسطنبول. كما استبعد فولك، المقرر الخاص الأسبق المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام1967 (2008- 2014)، نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حل القضية الفلسطينية خلال ولايته. وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كانت الأممالمتحدة منحازة لإسرائيل، بعد طلب الأمين العام أنطونيو غوتيريش من لجنة "إيسكوا" سحب تقرير لفولك، يتهم إسرائيل ب "ممارسة سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين"، اعتبر أن ذلك ينمّ عن "ضعف الأممالمتحدة أكثر من أنها منحازة". وعزا الخبير القانوني ذلك إلى الضغط الأمريكي على الأممالمتحدة، واعتماد الأخيرة على تمويل واشنطن وعلى الدعم الجيوسياسي. وأضاف فولك "على سبيل المثال في مجلس الأمن يتمتع الأعضاء الخمسة الدائمون بحق النقض، مما يعني أنهم غير ملزمين بالامتثال للقانون الدولي إلا إذا شعروا أنه يخدم مصالحهم". وتعتبر أمريكا أكبر مساهم في ميزانية الأممالمتحدة وهي تقدم حوالي 27% من إجمالي الميزانية، بلغ العام 2015، 3.4 مليار دولار، بحسب تقديرات رسمية. وسبق أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخفيض التمويل عن الأممالمتحدة، مادفع الأخيرة للسعي لثني ترامب عن قراره. في السياق تابع الخبير الأمريكي " ليس هناك شك في أن ضعف الأممالمتحدة فيما يتعلق بقضايا النزاهة الأخلاقية والقانونية قد أضعف مصداقيتها". واعتبر فولك أن" ضعف الأممالمتحدة يرتبط ارتباطاً مباشراً بالطريقة التي يتم بها التلاعب بالجغرافيا السياسية". ومضى قائلًا "على سبيل المثال في 2013، كانت الأممالمتحدة أقوى مما ينبغي، فيما يتعلق بليبيا (...) لأن العوامل الجيوسياسية فضّلت تدخل الناتو". وأوضح أن الأممالمتحدة آنذاك أذنت بالتدخل لتغيير النظام، الأمر الذي تعارض مع الحقوق السيادية للشعب الليبي. ويتكون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من 15 عضوًا، بينهم 5 دائمون هم الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية، وتتمتع الدول الخمسة بحق النقض (فيتو) ما يعني أن اعتراض أي من تلك الدول على قرار ما يحول من دون إصداره. يذكر أنه في 17 مارس الماضي أعلنت ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا"، استقالتها من منصبها؛ رداً على طلب أمين عام الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش، سحب تقرير وصف إسرائيل ب"دولة الفصل العنصري"، وحذفه من موقع اللجنة الإلكتروني. وبشأن التقرير، الذي لاقى اهتمامًا وأغضب أمريكا وإسرائيل، قال فولك، إن التقرير "لا يزال يحظى بتأييد "إيسكوا" وتأييد 18 وزيرًا للخارجية ممّن يمثلون 18 بلدًا عربيًا، أوصوا أيضًا باعتماد التقرير في أجزاء أخرى من منظومة الأممالمتحدة. وأكّد فولك أن هناك إداركاً متزايداً بأن إسرائيل انتهكت الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. *وكالة أنباء الأناضول