أكدت الشرطة الاسبانية أن الارهابيين الذين نفذوا هجومي كتالونيا يوم الخميس الماضي، وقتل فيه 14 شخصا، كانوا يخططون لهجوم أو عدة هجمات وشيكة في برشلونة بمتفجرات لإحداث المزيد من الأضرار. وقال المسؤول بالشرطة الإقليمية في كتالونيا جوزيب ترابيرو، في مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة الإقليم كارليس بويجديمنت، ومسؤول الداخلية خواكيم فورن، إنه يجري العمل على فرضية أن الانفجار الكبير الذي وقع في منزل غير مأهول بمنطقة الكانار (تارجونا) ليل 16 غشت عجل بارتكاب هجومين في اليوم التالي ببرشلونة وكاربليس (تاراغونا). وأوضح أيضا أن الخلية الإرهابية المكونة من 12 شخصا كانت تخطط للهجوم منذ ستة أشهر على الأقل في ذلك المنزل بالكنار. وعثرت الشرطة بين أنقاض ذلك المنزل المأهول بشكل غير قانوني من قبل الإرهابيين على أكثر من مائة قنينة من البوتان والبروبان، فضلا عن مواد متفجرة مستخدمة في العادة من قبل الإرهابيين الجهاديين، وكذلك جثة إرهابي محتمل وبقايا بيولوجية لواحد أو اثنين آخرين. غير أن الشرطة أكدت أنه في الشهور الأخيرة "لم تتلق أي مكالمة غريبة بشأن المنزل أو الأشخاص المترددين عليه". ولم تتلق الشرطة أي تحذير بشأن سكان المنزل أو إمام ريبول (خيرونا) المختفي، الساتي، الذي يشتبه بأن له دورا مهما في الخلية التي تضم أيضا شبابا من دون سوابق إرهابية. وعن الإمام، الذي داهمت الشرطة مسكنه السبت، أشار المسؤول إلى أنه حتى الآن لم يتم التأكد مما إذا كان هو المسؤول عن تشدد الشباب الإرهابيين المنتمين للخلية. ونقلت بعض وسائل الإعلام الاسبانية، عن مصادر بوحدة مكافحة الإرهاب، أن الساتي قضى في السجن عامين بتهمة الاتجار بالمخدرات في مقاطعة كاستيون الحدودية مع تاراغونا. وحدد المحققون هوية أعضاء الخلية ال12، لكن لم يتم التوصل بعد إلى أماكن ثلاثة منهم، بينهم يونس أبو يعقوب الذي يعتقد بأنه كان سائق الشاحنة التي دهست المارة في برشلونة، ويعتبر فارا مع اثنين آخرين ربما يكونا هما ضحيتي انفجار الكانار. ويضاف إلى أولئك خمسة تم قتلهم على يد الشرطة في كامبريليس وأربعة معتقلين. ومن أجل تحديد مكان الإرهابيين الفارين، كثفت الشرطة من الحواجز الأمنية على حدود منطقة لا خونكيرا (خيرونا) بين إسبانيا وفرنسا وفي المناطق الكتالونية الأخرى مثل ريبول، مصدر معظم المعتقلين. وتسعى السلطات أيضا، من خلال التعاون الدولي، إلى تحديد السفريات السابقة لأعضاء الخلية الإرهابية إلى دول مثل المغرب وسويسرا. وعلى هامش تحقيقات الشرطة، تتواصل، الأحد، مظاهر التنديد بالهجمات الإرهابية والتضامن مع الضحايا بعقد قداس في معبد الأسرة المقدسة ببرشلونة، حضره ملك وملكة إسبانيا، ورئيس الحكومة ماريانو راخوي، ورئيس حكومة الإقليم كارليس بوجديمنت. كما حضره رئيس ورئيس وزراء البرتغال، مارسيلو ريبيلو دي سوسا وانطونيو كوستا، على الترتيب، ووزير خارجية إيطاليا انجلينو الفانو. كما أعربت عدة روابط إسلامية، اليوم، عن رفضها للإرهاب في مدريد وفي مدن إسبانية أخرى، ودعت إلى تظاهرة في برشلونة غدا لشجب تلك الهجمات.