شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أريد أن أشير أن هذا الرد ليس من جماعة العدل والإحسان إلى رسالتكم لكنه من إحدى أبنائها الذي يتربى في حضن مدرستها ولذلك فهو يعتبر رأيا شخصيا. حسبي في هذا الرد أن أبين بعض الخلط الذي أوردتموه في رسالتكم والذي نرجو أن يكون خطا في الفهم وليس شيئا آخر في نفس يعقوب وهو مستبعد. كنت أقرأ لكم ما كتبتموه بإمعان فلم أجد ما يثير الاستغراب وأنتم تتبعون ما يجري في العالم العربي عامة والوطن خاصة وقد بينتم بجلاء عن مدى اهتمامكم بشؤون الأمة وتهممكم بمصيرها وهذا من شيم المؤمنين الصادقين، ولا نشك أنكم منهم حتى وقفت مبهورا مشدوها، فتراءى لي بجلاء أنكم لم يسبق لكم أن قرأتم قط لهذه الجماعة، اللهم إن استقيتم أخبارها من جهات أخرى تريد أن تطمس الحقائق و أرجو أن أكون خاطئا. سيدي الفاضل. ما أعلمه عنكم وما يعلمه الكثير من الناس هو أنكم تقرؤون وتطالعون كثيرا باستثناء عن العدل والإحسان، لأنها بصراحة مواقفها صلبة لا ترقى إلى طموحاتكم وأهدافها متينة فيعمي بصيرة من يريد أن يضع الصباغة على الحائط المنهار والمكياج على والوجه النتن والميت. ما أعلمه شيخي الفاضل أن ما تريده الجماعة ليس مخفيا على أحد كما تعتقدون ويكفي أن تتصفح موقعها الرسمي www.aljamaa.com وستجدون ما يروي عطشكم ويجيب عن أسئلتكم، هذا وان لم يسعفكم الوقت لتقرؤوا بعض كتبها والتي تفصل فيها أهدافها وتصوراتها بكل دقة ووضوح. استغربت حين طرحتم سؤال الخلافة وسألتم من هو الخليفة، فتذكرت ما كان الكحل يورده حين كان يكتب عن الجماعة من غير تحقيق ولا موضوعية، وأنتم تعرفون الكحل أكثر مني. طرحتم هذا السؤال فعرفت أنكم في واد ومفهوم الجماعة عن الخلافة في واد آخر. تساؤلات مقتبسة ومبتورة عن معناها يحب أن يطرحها بعض الأعداء الذي يريدون أن يشرحوا تصورات الجماعة للشعب بغية التشويش وطمس الحقائق. الخلافة في مفهوم الجماعة كما جاء على لسان ناطقها الرسمي الأستاذ فتح الله أرسلان في حوار له مع موقع إسلام أونلاين ما يلي : "الخلافة، في نظرنا، مرحلة لاحقة بتحرر الأقطار العربية والإسلامية من الاستبداد ومن التبعية للخارج، وثمرة من ثمار تحكم الشعوب في مصيرها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وشكل من أشكال الاتحاد والتكامل بين أقطار لها أرضية مشتركة صلبة. لهذه الخلافة بُعد إنساني يتمثل في ضمان وتيسير السبل والوسائل كلها ليسمع كل إنسان الكلمة التي تذكره بربه، وبالغاية من وجوده على الأرض وبمصيره الخالد بعد الموت." ومن ثم فالخلافة هي شكل من أشكال الحكم يأتي حينما تتحرر الأقطار الإسلامية من دين الانقياد، وتنعتق من الرسميات والثوابت الموهمة والعقول المسلوبة الإرادة. أما ما تريده الجماعة الآن هو تجميع وتوحيد صفوف الغيورين على البلد من أحزاب وجمعيات وعقلاء على كلمة سواء بدون إلزامية أو على أرضية مسبقة عدا أرضية الإسلام. لا أعلم أن جماعة العدل والإحسان قالت إننا نريد الخلافة وفي المغرب الآن ولا لوحت بها، بقدر ما تعتبرها أفقا استراتيجيا يتطلع اليه المسلمون و لا محيد عنه، وهو وعد نبوي، ولا أدري ما هي الإجراءات الشرعية لشيخنا الفزازي لتحقيق دلك. أوردتم كذلك في رسالتكم أنه ليس لأحد الحق في التحدث باسم الشعب وانتم ما فتئتم تتحدثون باسمه على أنه يجمع على كذا ويحب كذا ولا يريد كذا ...من أين استقيتم هذه المعلومات أو أنكم وصي على الشعب.. إذا كان سقف مطالبكم ينحصر في هذا فأوصيكم بتكوين حزب سياسي لتثوروا أنتم كذلك على الفساد في قبة البرلمان أو في الحكومة لتتذوق طعم الإصلاح والتغيير في المغرب الذي يتراءى لكم هده الأيام بعد مشروع الدستور التاريخي والكبير كما يبدوا لكم، ودعوا جماعة العدل والإحسان تثير الفتنة ودلك لعدم دخولها اللعبة وعدم إيمانها بالثوابت الشرعية الضرورية لإنجاح التغيير كما تؤمنون به وتدعون إليه، ومن لا يؤمن بما تؤمنوا قولوا لهم" اتقوا الله ولا تلعبوا بالنار." كما جاء في رسالتكم. سيدي الفاضل رسالتكم مقبولة في شكلها لأنكم تريدون الحوار مع قوة سياسية كبيرة في المغرب لكنها غير مقبولة في مضمونها لأنها لا تروم إلى الحقيقة الساطعة والى الموضوعية في الطرح، كما ليفوتني أن أحييكم على هدا الاهتمام بشؤون الدولة لتثورا معا ضد الفساد والمفسدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته