مع انتهاء مهمة سفير القاهرةبالرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، هذه الأيام، بعد إقدام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على حركة تغيير في سفراء بلاده لدى أزيد من 25 دولة في العالم، يتجدد النقاش حول واقع العلاقات المغربية المصرية في ظل المتغيرات والأزمات التي تعيشها المنطقة. وكان الرئيس المصري قد أعلن عن إجراء رئاسي يهم تغيير ونقل عدد من سفراء مصر في العديد من الدول، شمل إنهاء مهام السفير جمال الدين بالمغرب وتعويضه بأشرف إبراهيم؛ وهي الحركة التي شملت مواقع أخرى، بدءً بمندوبي مصر لدى كل من بعثة الأممالمتحدة في جنيف ونيويورك. وفي رسالة بثتها وسائل الإعلام، قال أحمد إيهاب جمال الدين، الذي شغل منصب سفير مصر المعتمد لدى المملكة المغربية منذ العام 2013، إن موعد عودته النهائية إلى القاهرة هو نهاية شهر غشت الجاري، مضيفا: "أعبر عن عميق اعتزازي بالفترة التي قضيتها في بلدي الثاني المغرب، وبما وفقني الله تعالى لإنجازه في سبيل إضافة لبنة لصرح العلاقات الاخوية التي تجمع الدولتين والشعبين الشقيقين". ورغم أن العلاقات بين الرباطوالقاهرة تبقى مستقرة في الوقت الراهن، إلى أنها مرت من لحظات توتر، خاصة حين بث التلفزيون المغربي الرسمي مطلع العام 2015 تقريرين وصف فيهما الرئيس السيسي ب "قائد الانقلاب"، والرئيس الأسبق محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب"، فيما ظل الجدل مرافقا لمواقف مصر غير الواضحة من جبهة البوليساريو الانفصالية ودعم المغرب في عودته إلى الاتحاد الافريقي. وظلت القاهرة تخرج بتوضيحات رسمية تؤكد دعمها وتضامنها مع المملكة المغربية، وظهر ذلك من خلال استقبال الملك محمد السادس، منتصف يناير 2015 بالقصر الملكي بفاس، لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي نقل دعوة من السيسي إلى ملك المغرب للقيام بزيارة رسمية إلى بلاده، تلتها زيارات مقابلة إلى القاهرة التقى خلالها عبد الفتاح السيسي برئيس حكومة الرباط السابق، عبد الإله بنكيران، بوأخرى لوزير الشؤون الخارجية والتعاون وقتها، صلاح الدين مزوار، في فبراير من العام الماضي، تسلم إثرها رئيس مصر دعوة خطية من الملك محمد السادس تضمنت دعوة إلى زيارة المغرب. الجامعي المغربي المتخصص في العلاقات الدولية، ادريس لكريني، اعتبر أن السياسات الخارجية للبلدان "لا يحددها السفراء، بل هناك فاعلون رئيسيون من رؤساء الدول ووزراء الخارجية"، مضيفا أن العلاقات بين المغرب ومصر لم تكن سيئة في أي مرحلة من المراحل السابقة، لكن "ربما مرت ببعض المحطات قيل فيها ما قيل لكنها لم تتوتر". وأشار مدير مركز الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بجامعة القاضي عياض، في تصريح لهسبريس، إلى أن المملكة تعتمد في توجهاتها الخارجية على سياسة التضامن مع الدول العربية والانفتاح والابتعاد عن الاصطفافات التي من شأنها أن تعكر صفو العلاقات العربية في المرحلة الحالية، وشدد على أن دور مصر يبقى مهما في المنطقة، "فلها مكانة وازنة في منطقة تعرف أزمات سياسية واقتصادية ومطلوب فيها بناء علاقات متينة بين بلدان المنطقة"، معتبرا أن دور السفراء "يبقى مهما في إعطاء دينامية فعالة للصلة بين المغرب ومصر".