كشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية أن المغرب ينفق سنويا أقل من 0.1 دولار على كل طفل حديث الولادة من أجل التشجيع على الرضاعة الطبيعية، في حين تنصح المنظمة برفع هذا المبلغ إلى 4.70 دولارا أمريكيا لكل مولود من أجل إحداث زيادة نسبتها 50 في المائة بحلول عام 2025 في معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية بالعالم في أوساط الأطفال دون سن ستة أشهر. التقرير الذي حمل عنوان "رعاية صحة البلدان وثرواتها: مبرّرات الاستثمار في مجال الرضاعة الطبيعية"، قال إن الرفع من المبلغ قد ينقذ أرواح 520 ألف طفل دون سن الخامسة عبر العالم، ومن المُحتمل أن يحقّق مكاسب اقتصادية بمبلغ 300 مليار دولار أمريكي على مدى 10 سنوات بفضل تقليل تكاليف الإصابة بالأمراض وتقديم الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية. وأورد التقرير الذي أعد بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة، وبالتعاون مع المبادرة العالمية الجماعية بشأن الرضاعة الطبيعية، أنه "لا يوجد أي بلد في العالم يستوفي تماماً المعايير المُوصى بتطبيقها بشأن الرضاعة الطبيعية". وأبرز المصدر نفسه أن نتائج معدلات الرضاعة الطبيعية على الصعيد العالمي التي جرى فيها تقييم 194 بلداً كشفت أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر ممّن يجري إرضاعهم طبيعيا حصرا اقتصرت على 40 في المائة، وأن هناك 23 بلدا لا غير تجاوزت فيها معدلات الرضاعة الطبيعية نسبة 60 في المائة. وأشار التقرير إلى أن الرضاعة الطبيعية تعود بفوائد إدراكية وصحية على كلّ من الرضع وأمهاتهم، وأن هذه الرضاعة لا يُستغنى عنها تحديداً خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع؛ لأنها تساعد على وقايته من الإصابة بالإسهال والالتهاب الرئوي، وهما سببان رئيسيان يوديان بحياة الرضع. كما تقل لدى الأمهات اللائي يرضعن صغارهن طبيعياً خطورة الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي، وهما سببان رئيسيان يحصدان أرواح النساء. وفي هذا الإطار، قال تيدروس أدهانوم غبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن "الرضاعة الطبيعية تمنح الرضيع أفضل بداية ممكنة في حياته؛ لأنها تقوم مقام أول لقاح يُعطى له ويحميه من احتمالات الإصابة بالأمراض القاتلة ويُزوّده بكل ما يلزمه من تغذية لكي يبقى على قيد الحياة وينمو".