قالت وكالة الأنباء الروسية "تاس" إن رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، سيقوم بزيارة إلى المغرب والجزائر، من المرتقب أن تكون خلال شهر أكتوبر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء، عن الحكومة الروسية، أن المشاورات جارية مع هذين الدولتين من أجل تحديد تاريخ لهذه الزيارة بداية الخريف المقبل، والتحضير لها. وأورد المصدر أن السفير المغربي في موسكو، عبد القادر لشهب، قال، في مؤتمر صحافي أمس الاثنين، إن السلطات المغربية تتوقع زيارة رئيس الوزراء بداية أكتوبر المقبل، وأبدى أمله في أن تشكل محطة مهمة في الشراكة بين البلدين. ومن المنتظر أن يشارك في الزيارة المرتقبة، التي سيقوم بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري، عدد من ممثلي الشركات الروسية لبحث فرص الاستثمار في المغرب. وقال السفير المغربي في روسيا: "تم وضع برنامج للتعاون، خلال اجتماع اللجنة المشتركة التي اجتمعت بداية يوليوز المنصرم، في مجالات عدة؛ منها السياحة والاستثمار والثقافة والصيد البحري". وأضاف: "نحن مستعدون للإنتاج المشترك مع الشركات الروسية، ونرحب بالاستثمار الروسي في المغرب"، مؤكداً على أن تطوير العلاقات مع هذا البلد يعد خياراً استراتيجياً للمملكة. جدير بالذكر أن الزيارة التي قام الملك محمد السادس في مارس 2016 إلى روسيا تم خلالها توقيع 16 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاستراتيجية، منها خصوصاً الصيد البحري والتعاون العسكري والاستثمارات والطاقة والسياحة. وتبدي روسيا رغبة كبيرة في توسيع وجودها في سوق الطاقة بالمغرب؛ إذ سبق لرئيس البرلمان الروسي أن كشف أن إحدى الشركات تدرس المشاركة في التنقيب في وجود احتياطات للنفط والغاز في المغرب، كما تدرس روسيا إمكانية توريد الغاز الطبيعي المسال والنفط والمنتجات النفطية إلى المغرب. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 1,3 مليار دولار نهاية سنة 2016، منها 534 مليون دولار للمنتجات الفلاحية فقط، وفق أرقام صدرت مؤخرا عن وزارة الفلاحة الروسية. وتمثل المنتجات الفلاحية والغذائية في التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 40 في المائة. وفي النصف الأول من عام 2017، ارتفعت الصادرات الروسية نحو المغرب بنسبة 36.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016. وتعتبر روسيا من الموردين الرئيسيين للقمح الطري إلى المغرب؛ فخلال النصف الأول من عام 2017 وصل أكثر من 180 ألف طن من القمح بقيمة تقدر بأكثر من 30 مليون دولار. ويطمح المغرب إلى أن يصبح أول شريك عربي وأفريقي لروسيا عبر زيادة الصادرات، خصوصاً تلك التي تلقى إقبالا في السوق الروسية من المنتجات الفلاحية، مثل المندرين.