لا يزال السكان القاطنون بكل من شارع البرادة ودرب بوعلام والجبص والزاهري وتلاميذ الثانوية التأهيلية موسى بن نصير ومدرسة الإمام علي ورواد المستوصف الصحي يعانون من استمرار احتلال الملك العمومي المحاذي لسوق بولرباح بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش، بالرغم من بناء سوق الواحة النموذجي بالحي الجديد بالمنطقة ذاتها. هسبريس قامت بزيارة للمنطقة، وعاينت الإغلاق شبه التام لمقطع طرقي يتجاوز مسافة سوق بولرباح؛ وهو ما يمنع مرور السيارات ويحول المنطقة إلى فضاء تسود فيه الفوضى، ويشكل الاكتظاظ فرصة ذهبية لانتشار ظاهرة النشل، وفق تصريحات متطابقة استقتها الجريدة من بعض السكان. عبد الرزاق الشنوني، عن ودادية شارع البرادة، الذي يعاني من الاحتلال سابق الذكر، قال، في تصريح لهسبريس، ووجهه مكفهر: "تعبنا من الشكوى للسلطة المحلية الإقليمية وللباشا ولقائد كل من الملحقة الجنونية والوسطى، وللمنتخبين، وما زلنا نعاني في صمت". "إن احتلال الملك العمومي بهذا المقطع من شارع البرادة يمنع دخول سيارات الإسعاف والوقاية المدنية وسيارات الأجرة الصغيرة لكل من درب بوعلام والجبص والزاهري، ومرور الطاكسي الكبير، وكذا سيارة رجال الأمن"، يورد الفاعل الجمعوي نفسه. وللتعبير عن الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان هذه الأزقة، زاد الشنوني قائلا: "في بعض الأحيان، خرج بعض السكان مرضاهم في عربات مجرورة، حتى مكان وقوف سيارة الإسعاف"، وضرب مثلا "بمنزل تعرض لحريق بدرب بوعلام، وكيف كان تعثر وصول رجال الوقاية المدنية سببا في تكبيد سكانه خسائر مادية كبيرة". وعبّر المصدر نفسه عن تذمر المتسوقين والسكان وتجار السوق من تصرف بعض بائعي السمك، الذين يعرضون سلعهم بالشارع العام أمام أحد أبواب سوق بولرباح؛ وهو ما يحول المكان إلى نقطة سوداء بيئيا، مشيرا إلى أن مياه الأسماك كانت سببا في وقوع حوادث سير خطيرة. وحسب مصادر هسبريس، فإن انتقال المحتلين لشارع البرادة إلى السوق النموذجي الواحة بمقاطعة سيدي يوسف اعترضته عدة مشاكل؛ من بينها الصراع بين جمعيتين، تضمان معا حوالي 3000 شخص، فيما الطاقة الاستيعابية تقدر ب800 جلسة تقريبا؛ وهو ما دفع السلطة المحلية بتنسيق مع المجلس الجماعي إلى التريث من أجل حل مناسب. وللوقوف على وجهة نظر المجلس الجماعي لمدينة مراكش، والحلول المقترحة لهذا المشكل، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الغني الدريوش، النائب الثاني لرئيس مقاطعة سيدي يوسف بن علي وعضو المجلس الجماعي لمراكش، الذي أوضح أن هذه المعضلة في حاجة إلى حل جذري، وأن الجماعة صادقت مؤخرا على برنامج تنموي يستحضر ذلك. واستطرد المستشار الجماعي ذاته، قائلا: "إن الحل يتمثل في نقل سوق بولرباح ككل لاجتثاث الأصل والفرع؛ لأن مجموعة من البائعين الجائلين يرفضون الانتقال إلى السوق النموذجي الواحة، متعللين ببعده عن الزبناء، ولأن تجارا آخرين من داخل المجال التجاري الأول يخرجون إلى الشارع، تاركين دكاكينهم الداخلية". وعن كيفية حل مشكلة عدد المستفيدين، قال الدرويوش إن المجلس الجماعي لمراكش يعمل بكل جهده للحصول على عقار، يوجد وراء السوق النموذجي الواحة، وبنائه لاستيعاب كل من تم إحصاؤهم أخيرا، مشيرا إلى أن السلطة المحلية هي الأخرى تفكر في تخصيص عربات خاصة للبائعين الجائلين في سياق وضع حد للمشكل الذي يعاني منه سكان شارع البرادة.