بين الشد والجذب، تعالت أصوات المسرحيين المغاربة للمطالبة بإصلاحات جوهرية وبنيوية للمشهد المسرحي بكل مكوناته التنظيمية والتشريعية والمادية؛ وذلك خلال أشغال المؤتمر الأول للفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة المنعقد بمدينة القنيطرة. وطالب أعضاء الفرق المسرحية المحترفة، خلال الجلسة الافتتاحية التي استمرت أشغالها إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس، بضرورة وضع رؤية واضحة واستعجالية لها من الجرأة ما يكفي لإخراجها من سياسة ثقافية ترقيعية. وعلى الرغم من النقط الإيجابية التي سجلها المكتب المنتهية ولايته خلال السنوات الخمس الماضية، شدد الناقد والكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار على ضرورة التفكير في أفق أفضل، والتمرد على المطالب التقليدية المتمثلة في الدعم الممنوح للفرق المسرحية، ومواجهة المؤسسات بأفكار تبوئ الفن والثقافة مكانتهما الحقيقية، ومسايرة التطور الذي يعيشه المغرب. من جهته، أبرز أمين ناسور، رئيس فرقة "نحن نلعب للفنون-إنجي"، في حديثه لهسبريس، أنه على الرغم من الإكراهات، تعيش الممارسة المسرحية تطوراً بفضل مسرحيين شباب يؤسسون لمستقبل واعد، داعياً إلى دعم الفرق المسرحية وخلق شراكات مع المؤسسات وتوسيعها مع قطاعات وزارية أخرى. وفي تقييمه لأداء مكتب الفيدرالية المنتهية ولايته، قال: "أعتبر أننا كنا مقصرين في تطوير أهداف وعمل الفيدرالية"، مبرزاً أن الهدف يتمثل في وضع إطار يضم المنتجين والفرق المسرحية على المستوى الوطني من أجل خلق توازن داخل الساحة الفنية. وتابع حسن هموش، رئيس الفيدرالية المنتهية ولايته، في تصريح مماثل، أن الهدف من تجديد هياكل الفيدرالية هو وضع خطة مستقبلية تُمكن من إعطاء هوية لهذا التنظيم، وتحديد الرؤية وطبيعة الأسئلة والأدوار التي يمكن أن تلعبها الفيدرالية في المحطات المقبلة في إطار تعاقدي. ودعا المسرحيون المغاربة في مختلف تدخلاتهم إلى "تكثيف الجهود من أجل إحداث نقلة نوعية في التنظيم لمساندة إبداع يعلي من قيم الحداثة والديمقراطية، ويؤمن بالحق في التعدد والاختلاف، وإشاعة التضامن بين الفرق المسرحية، وجعل الجمهور مساهماً في تحمل تكاليف الإبداع المسرحي".