تحتفظ سجِّلات تاريخ كرة القدم المغربية بذكرى تأهُّل "الأسود" إلى نهائيات كأس العالم 1994، وكان أحد فاعليها الأساسيين الدولي المغربي السابق عبد السلام لغريسي، مسجل هدف التأهل الحاسم أمام المنتخب الزامبي، ذات يوم من أكتوبر 1993، في المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء. قابلنا لغريسي في دردشة جانبية، على هامش مباراة استعراضية لقدماء المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، تحدَّث من خلالها ل"هسبورت" عن واقع النخبة الوطنية قياسا مع الفترة السابقة، مبرزا بعض الأمور التي وجب الاشتغال عليها من قبل القيِّمين على كرة القدم المغربية لإعادة "الأسود" إلى سابق توهُّجهم القاري. - كيف يشخِّص عبد السلام لغريسي واقع كرة القدم المغربية؟ من الملاحظ أن المتتبِّع الرياضي المغربي متعلِّق كثيرا بكرة القدم الوطنية، وبالأخص من خلال حضور الجماهير المكثف لمتابعة هؤلاء النجوم المغاربة الذين تعاقبوا على حمل القميص الوطني وحقَّقوا إنجازات كبيرة. وأتمنى أن تعود الكرة المغربية إلى سابق عهدها في الظرفية الراهنة. أتمنى صادقا أن يتم استخلاص العبر من دروس الماضي، من أشخاص أسدوا خدمات كبيرة لكرة القدم في المغرب، إذ ساهمنا سويا في كتابة التاريخ بمداد من الفخر، ببلوغ "المونديال" في ثلاث مناسبات، فضلا عن الحضور القاري المتميِّز والإنجازات العظيمة. - أنتم صنَّاع التأهُّل "المونديالي" في 1994.. هل ترون أن الجيل الحالي قادر على تكرار إنجاز مماثل؟ نتوفَّر حاليا على منتخب وطني مغربي بمستوى جيِّد، إلا أن ما ينقص العناصر الوطنية هو عامل الانسجام، إذ يجب أن يدخل هؤلاء في معسكرات إعدادية، شهرا على الأقل قبل موعد خوضهم للمباريات، كما كان في السابق، إذ كنا نستعد أربعة إلى خمسة أشهر قبل الاستحقاقات التي نكون مقبلين عليها. المنتخبات الإفريقية التي تنافسنا حاليا على بطاقة العبور إلى "الكان" أو نهائيات كأس العالم قطعت أشواطا كبيرة لتطوير مستواها قياسا بكرة القدم المغربية، على غرار مالي، السنغال، وأخرى كنا نتفوق عليها بحصص ثقيلة. أدعو مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى الاهتمام بهذا المعطى الأساسي للمنتخب الوطني، والمتعلِّق بفترة التحضير، التي وجب أن تأخذ شهرا على الأقل قبل المباراة الرسمية، إذ لا يعقل أن تجتمع العناصر الوطنية يوم الأربعاء وتجري مباراة الأحد الموالي...كيف سنحصل على الانسجام وقوَّة الفريق الوطني؟. - نعاني في السنوات الأخيرة من نقص على مستوى اللاعب "الهداف" داخل كرة القدم الوطنية.. (مقاطعا) شخصيا، حصلت على لقب هداف البطولة المغربية في ثلاث مناسبات، وكنت هدَّافا للمنتخب الوطني المغربي بتسجيلي لأزيد من 17 هدفا في إحدى التصفيات، وأرى حسب تجربتي أن العمل الجاد كفيل بالتميُّز في "التهديف". لن نكون أبدا لاعبين هدَّافين إذا اقتصرنا على الاشتغال أمام المرمى لبضع دقائق خلال الحصص التدريبية، فبلوغ المستوى العالي يتطلَّب العمل لأزيد من ساعة يوميا، انطلاقا من تجربتي الشخصية، إذ إن ذلك يمنحك قوَّة وتركيزا ودقَّة كبيرين في حضورك أمام المرمى.. لذا أوجه نصيحة للاعبين الممارسين.. الاجتهاد، والاجتهاد، ثم الاجتهاد قبل أن تصبح "هدافا". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com