في سمفونية هي الأولى من نوعها، التأمت 23 فرقة من فرق أحيدوس بالأطلس في المهرجان الدولي لمدينة إفران، الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الجمعة، وتستمر إلى يوم الأحد القادم. فرق أحيدوس الأطلسية التي تشكلت من 180 عضوا أمتعت جمهور مهرجان إفران برقصاتها المتميزة والموحدة، وألحان أغانيها التي تتغنى كلماتها بجمال الطبيعة، وبالقيم الإنسانية السامية. مشاركة فرق أحيدوس في مهرجان إفران الدولي، في دورته الثانية، تميزت بحضور العنصر النسوي، ممثلا بفرقة خاصة للنساء تأسست هذه السنة في مدينة أزرو. وتضم الفرقة ثماني نساء إضافة إلى قائدة المجموعة، يرتدين لباسا أمازيغيا تقليديا، اخترن أن يكون بلون العلم الوطني، تتوسطه النجمة الخضراء، ويضعن أغطية رأس باللون الأصفر. محمد أجيداض، شاعر أمازيغي في القصيدة التقليدية عضو اللجنة التنظيمية لسمفونية أحيدوس، قال إن هذا اللون الغنائي الأمازيغي هو في الأصل سمفونية يُلعب في المناسبات والأفراح. وتم اختيار ما بين سبعة وثمانية أعضاء من كل فرقة من فرق أحيدوس بجماعات إفران للمشاركة في السمفيونية، "التي لها بعد ثقافي وتضامني، لنكون صفا واحدا تحت الراية الحمراء"، يقول أجيداض. قدماء فن أحيدوس بالأطلس حرصوا على إظهار أن هذا الفن ما زال صامدا؛ إذ أدّت فرقة مشكلة من تلاميذ إحدى الثانويات وصلة موسيقية في افتتاح مهرجان إفران الدولي. وإضافة إلى فرق أحيدوس، عرف اليوم الأول من المهرجان مشاركة فرقة موسيقية من أندونيسيا، أدت وصلاتها باللغة العربية. وتأتي مشاركتها، بحسب مقدم فقرات الحفل، في إطار انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى. الحفل الثاني ضمن مهرجان إفران أحياه كل من حاتم إيدار والمغني "لاغتيست". واستقطب الحفل جمهورا عريضا، غصت به جنبات الساحة المُتربة التي احتضنت الحفل. المغني حاتم إيدار أدّى رفقة فرقته الموسيقية عددا من أغانيه المعروفة، كما قدم كشكولا من الأغاني من التراث الشعبي المغربي، التي تفاعل معها الجمهور. واضطر حاتم إيدار إلى أداء أغنية إضافية، بعد أن غادر المنصة، حيث طلب منه منشط الحفل الاستمرار في الغناء إلى حين حضور المغني "لاغتيست". هذا الأخير أثار استياء الجمهور الذي حضر لمتابعة حفله، بعد أَن تأخّر لساعة من الزمن؛ إذ لم يصعد إلى المنصة إلا على الساعة الثانية عشرة والنصف صباحا. وطيلة المدة التي كان الجمهور ينتظر فيها وصوله، عمد المنظمون إلى إطلاق موسيقى غربية للحفاظ على حماس الحاضرين، بينما كان منشط الحفل يطلب من الجماهير أن "تصبر". وبعد أن تكرّر هذا الطلب، وتأخر "لاغتيست"، حتى بعد إعلان المنشط أنه وصل، اضطر الجمهور إلى مواجهة طلب "الصبر" بصيحات الاستهجان، قبل أن يصعد المغني المغربي المقيم في فرنسا إلى المنصة، وامتد حفله إلى غاية الساعة الثانية صباحا.