في حالة نادرة، اكتشف أطباء المركب الاستشفائي محمد السادس بوجدة وجود رحم كامل أثناء إجرائهم عملية جراحية لتصحيح مسار خصيتي رجل ولد بتشوه خلقي واكتشف بعد زواجه بسنين وجودهما في بطنه عوض مكانهما الطبيعي. الرجل الذي يبلغ من العمر 36 عاما وينحدر من مدينة وجدة، ويشتغل فلاحا، ذهب لزيارة الطبيب رفقة زوجته بعدما دام زواجهما سنتين ولم يتمكنا من الإنجاب، إلا أن البروفيسور علي بركي، أخصائي في جراحة الكلي والمسالك البولية بالمركب الاستشفائي محمد السادس بوجدة، اكتشف بعد الكشف أن المريض يعاني من تشوهات خلقية ناتجة عن خلل هرموني تسبب في ولادته بخصيتين داخل بطنه. وحول هذه الحالة النادرة يقول علي بركي في اتصال بجريدة هسبريس: "كان الرجل يعيش حياة زوجية طبيعية إلى أن قرر الخضوع للفحوصات من أجل معرفة سبب عدم تمكنه من الإنجاب، إذ اكتشفنا بعد معاينة حالته الصحية أنه يعاني من تشوه خلقي ويحتاج إلى عملية جراحية لتصحيحه". وأضاف بركي في الاتصال ذاته مع الجريدة: "تقرر رفقة الفريق الطبي إجراء عملية جراحية للمريض، إلا أننا اكتشافنا وجود رحم كامل داخل بطنه...وكانت بمثابة صدمة للجميع، مع العلم أن هذه الحالة تعتبر الثانية في تاريخ الطب بالمغرب بعد حالة اكتشفها الأطباء بمدينة الرباط سنة 2006". وأكد رئيس قسم جراحة الكلي والمسالك البولية والتناسلية أن 200 شخص عبر العالم ولدوا بهذه المتلازمة النادرة، مضيفا أنهم وجدوا أن للرجل رحما وخصيتين مكان البويضتين، كما أن الفحوصات أكدت أنه يعاني من نقص هرموني، في هرموني "مضاد مولر والتستوستيرون"، المسؤولين عن تحديد الجنس الذكوري، مع العلم أنه كان يعيش حياة جنسية عادية جدا. وأشار الأخصائي ذاته إلى أن متلازمة استمرار قنوات "مولر" مرض نادر يتم تشخيصه بالاعتماد على العديد من الخصائص السريرية البيولوجية والإشعاعات الجراحية، مشددا على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المتعدد التخصصات، باعتبارهما عاملين مهمين يحددان مصير الخصوبة التي تقي من خطر تورم الخصيتين أو الرحم، وبالتالي احتمال الإصابة بالسرطان.