بعد أن حاصرت عناصر القوات العمومية مجموعة من الأزقة والشوارع المؤدية إلى حي سيدي عابد، مكان تجمع نشطاء الحراك بالحسيمة، انتقل التظاهر، ليل أمس الاثنين، إلى حي "ميرادور" من المدينة نفسها. وندد نشطاء الحراك بما اعتبروه "المقاربة الأمنية التي ينهجها المخزن في التعامل مع سلمية الحراك"، واعتبروها "استفزازا وقمعا لحريتهم في الاحتجاج المنصوص عليها في الدستور المغربي"، كما اعتبروا أن التعامل مع مطالبهم المشروعة والعادلة "بالقمع والاعتقالات في صفوفهم لن يزيدهم إلا إصرارا على مواصلة نضالهم وتقوية لصفهم"، حسب تعبيرهم. وكان لصحافيين وتقنيّ منابر إعلاميّة أيضا نصيبُهم من المنع من تغطية الخرجة الجديدة للحراك، إذ قوبلوا بحواجز أمنية منعتهم من الوصول إلى حي سيدي عابد لتغطية الوقفة المزمع تنظيمها، والتي أعلنها نشطاء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وفي سياق ذي صلة، كانت الوقفة التي عرفها حي "سيدي عابد" بالحسيمة، نهاية الأسبوع الماضي، قد شهدت، بعد تنظيمها، إيقاف الناشطة البارزة في صفوف الحراك الريفي سليمة الزياني، المعروفة باسم "سيليا"، من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. إيقاف المعنية بالأمر تم، وفق مقربين منها، ب"تلا يوسف"، حيث كانت تتواجد رفقة مجموعة من أصدقائها، ليتم اصطحابها إلى مقر الأمن بالحسيمة وإطلاق سراحها بعد لحظات، ويتم إيقافها لمرة ثانية. وتعتبر "سيليا" من القياديات في الحراك بالريف منذ بدايته، خصوصا في صفوف النساء، وهي الفتاة الأولى التي يتم اعتقالها ونقلها إلى الدارالبيضاء رفقة "دينامو الحراك" نبيل أحمجيق، الذي تم القبض عليه صباح الاثنين، بعد غيابه عن الأنظار منذ اعتقال الزفزافي ومن معه.