تعرّض طارق بنهدا، صحافي هسبريس، والذي يوجد بالحسيمة من أجل تغطية الحراك، إلى اعتداء وسرقة لهاتفه المحمول من لدن محسوبين على حراك المنطقة. عملية الاعتداء بالضرب والسب جاءت أثناء تغطية بنهدا لاعتصام نشطاء أمام منزل ناصر الزفزافي، بعد حادثة المسجد، حيث ألقى حينها الزفزافي كلمة من فوق سطح منزله، قبل أن يتم منع وصول رجال الأمن إلى منزله وانطلاق كرّ وفرّ بين المعتصمين ورجال الأمن. وكان الصحافي بنهدا يمارس مهمته الإعلامية في تغطية الاعتصام وما تلاه من اشتباك استعملت فيه الحجارة، محاولا نقل ما يحدث على المباشر في صفحة هسبريس على فيسبوك، بالرغم من ما في الأمر من خطورة وإمكانية التعرض لإصابة، قبل أن يفاجأ بشخص مجهول الهوية يطلب منه التوقف عن التصوير؛ وهو ما رفضه الصحافي بحجة أن المعني بالأمر ليس من حقه سؤاله، قبل أن يفاجأ باعتداء مباغت أصيب على إثره بإصابات على مستوى الوجه والعين، كما لم يسلم من السب والشتم، إضافة إلى أخذ هاتفه منه بالقوة. وإلى حد كتابة هذه السطور، وبالرغم من توجيهه لنداء عبر فيسبوك، فإن الصحافي طارق بنهدا لا يزال لم يستعد هاتفه، بينما لقي الاعتداء عليه تضامنا من لدن مجموعة من الصحافيين والإعلاميين. إلى ذلك، أعرب متعاطفون مع صحافي هسبريس عن أسفهم لما حدث حيث أعرب أحد المعلقين على صفحة هسبريس عن قلقه على صحة بنهدا حين كتب "كنتمناوا الصحافي ديال هسبريس لي نقل الأحداث ديال الحسيمة يكون على خير يارب"، بينما علق آخر غاضبا "حيتو لمراسل الصفحة لبورطابل ؤ منعتوه يصوركم ؤ يصور فوضوية مظاهراتكم.., واقيلا عيالكم الصبر حيت مشي من شيمكم الصبر". حريّ بالذكر أن المسيرات العفوية كانت قد انطلقت من أمام مسجد ديور الملك إثر تنديد بعض النشطاء بخطبة الجمعة التي وصفت استمرار الحراك الريفي بأنه فتنة؛ وهو ما أثار حفيظة بعض المصلين الذين رفضوا الاستمرار في أداء الصلاة، قبل أن تنطلق مسيرات عفوية وسط المدينة وتجتمع في شكل احتجاجي واحد وسط الساحة المقابلة لمنزل الزفزافي، الذي صعد إلى السطح محاطا بأسرته وجيرانه. وبالرغم من أن المحتجين رفعوا شعار "سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية"؛ فإنهم انخرطوا، بعد دقائق من إعطاء أوامر أمنية بالتدخل لاعتقال ناصر الزفزافي من منزله، في قصف قوات الأمن بالحجارة والتي خلّفت جرحى في صفوف عدد منهم. كما عمدت القوات العمومية، التي نزلت بكثافة وبكافة أشكالها بما فيها قوات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب، إلى رمي المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المتجمهرين الغاضبين، الذين فروا في مختلف أزقة وشوارع المدينة بما فيها الجبال المحيطة بها.