انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي الانتفاضة الشعبية في مصر التي اجبرت حسني مبارك على ترك السلطة هذا العام في الوقت الذي يقاتل فيه القذافي معارضين سيطروا على مساحات من ليبيا. وتساءل القذافي عن قيمة الحركات الشعبية في مصر وفي تونس. ويتشبث القذافي بالسلطة رغم اربعة اشهر من الغارات الجوية التي يقودها حلف شمال الاطلسي وحملة من جانب المعارضين ضد حكمه المستمر منذ 41 عاما. وقال القذافي في تسجيل صوتي للمصريين بمناسبة الذكرى السنوية لثورة 23 يوليو 1952 عن سبب قيام المصريين بهذه الثورة. واضاف "جاوبوني لماذا قمتم بالثورة. هل علشان تجيبوا عمرو موسى رئيساً لمصر؟ ما تجيبوا نوال السعدواي أفضل. قمتم بالثورة لماذا"؟ واضاف متسائلا ماذا انجزت تونس ومصر بهاتين الثورتين هل هو استبدال نظام حكم باخر. وقال "اما بعد هذا التعب وتحرقوا البلاد وتخربوها والمصالح تتعطل وفي النهاية نرجع نجيب رئيس اخر يا سلام هي دي اخرتها". ودافع القذافي عن مبارك الموجود في المستشفى منذ ابريل ومن المقرر ان يمثل امام المحكمة بتهمة اساءة استغلال السلطة وقتل متظاهرين واشار الى ان المصريين تعجلوا في الاطاحة به دون بديل واضح. وقال "حسني مبارك ما يستحق البهدلة يبقى معزز مكرم في اي مكان". "ما تخلوا الرئيس الاول افضل يتم مدته وتعملوا انتخابات وتقولوا مع السلامة وانتخبوا رئيس اخر وتتركوا الحياة طبيعية جدا جدا في مصر وبدون مظاهرات ولا اعتصامات هذه المده كلها سواء في مصر او تونس ماذا يعني هذا"؟ واصيب 231 شخصا في القاهرة السبت عندما اشتبك الاف المتظاهرين مع خصوم بالحجارة خلال مسيرتهم الى وزارة الدفاع لحث الحكام العسكريين على التعجيل بالاصلاحات. إلى ذلك كشف السفير عبدالمنعم الهوني، ممثل المجلس الانتقالي الليبي في القاهرة، أن العقيد معمر القذافي، أرسل عدداً من كبار المسئولين التابعين له، ليقوموا ببيع كل الاستثمارات التي تمتلكها ليبيا في مصر، كي يستخدمها في تمويل عملياته العسكرية ضد الثوار، مشيراً إلى أن هذه الاستثمارات تقدر بمليارات الدولارات. ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، عن الهوني، الذي كان يشغل منصب مندوب ليبيا الدائم في جامعة الدول العربية، قبل أن ينشق عن نظام القذافي في بداية الثورة الليبية، ويعلن دعمه لمطالب الثوار قوله: إن القذافي أرسل 4 من كبار المسئولين الليبيين، في مقدمتهم، وزير الاقتصاد، محمد الحويج، وثلاثة وزراء آخرين، لبيع جميع الاستثمارات الليبية المصرية المشتركة، والتي تقدر بمليارات الدولارات، لكي يمول عملياته القتالية ضد الثوار، أو ليستخدمها إذا أراد الهرب من ليبيا بعد أن تزايد عليه الخناق في ظل تقدم قوات الثوار. وأضاف الهوني، أن مندوبي القذافي يشترطون أن يتسلموا هذه الأموال نقداً، وليس من خلال شيكات أو التحويل على بنوك، وأن تتم عمليات البيع بشكل عاجل، مما يعني أن القذافي يحتاج إلى سيولة مالية كافية لكي يستخدمها في أغراض عديدة منها الإنفاق على عملياته العسكرية. وفى تعليقه على خطاب القذافي الأخير الذي انتقد فيه الثورة المصرية، ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، قال الهوني: هذه التصريحات متوقعة من القذافي الذي لا يريد حدوث أي تغيير في العالم العربي، حتى تظل تحكمه عصابات شبيهة بعصابته التي تتحكم في مقدرات الشعب الليبي.