احتضنت العاصمة الرباط أول مؤتمر دولي حول الأقمار الاصطناعية وتكنولوجيا الفضاء، على مستوى إفريقيا والوطن العربي؛ وهو الموعد الذي يدخل في سياق تشجيع الجامعات المغربية للدخول في صناعة الأقمار الصناعية وتشغيلها، وإدخال المملكة إلى قائمة الدول المصنعة لها في المستقبل القريب. وانطلق المؤتمر العلمي، اليوم الثلاثاء بمقر رئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع مؤسسة الفضاء في بريطانيا والمدرسة الوطنية للمعلوماتية وتحليل النظم، حيث تميز بمداخلات علمية لأكاديميين متخصصين قدموا من الولاياتالمتحدة وإيطاليا وبريطانيا وجنوب إفريقيا وروسيا، بجانب باحثين مغاربة من مختلف الجامعات ومراكز البحث الوطنية والدولية ورؤساء مؤسسات عملاقة في المجال. وأورد محمد كيالي، نائب رئيس مؤتمر MNSAT ورئيس مؤسسة KSF Space البريطانية، أن الموعد الدولي يهدف بالأساس إلى تجميع كل المؤسسات الهندسية المغربية والمختصة في الأبحاث من أجل دعم مشروع صناعات "الساتيليتات" الصغيرة بالمغرب، "بحثا وتصنيعا وإنتاجا للتطبيقات التي تفيد مجالات متعددة؛ منها ما هو فلاحي ومدني". ويرى كيالي أن المغرب أمامه تحدي اللحاق بسباق تكنولوجيا الفضاء في العالم "هناك في العام الحالي فقط 426 قمرا صناعيا سيتم إطلاقه عبر العالم والمغرب كدولة رائدة تدخل ضمن هذا التسابق الدولي"، مشيرا إلى أن ذلك يتأتى عبر "توعية المؤسسات العلمية والبحثية لتصنيع الأقمار الصغيرة وإطلاقها وبكل المسائل الإدارية المتعلقة بذلك". وكشف المسؤول، في تصريح لهسبريس، أن المغرب تتوفر على كوادر مهمة في الإلكترونيات والاتصالات كافية لدخول سباق تصنيع الأقمار الاصطناعية؛ "فالمؤتمر الأول من نوعه في الوطن الغربي وإفريقيا يروم تنفيذ عملية تعريف الأطراف المغربية بهذا الشأن عبر مؤسسات أجنبية لها خبرات من مختلف الدول الرائدة لدعم فرص البلاد الجديدة في هذا المجال". أما عن التطبيقات التي من شأن المملكة أن تستفيد منها في مجال الأقمار الاصطناعية الصغيرة وتكنولوجيا الفضاء، فيورد كيالي أن الأمر يتعلق بتطبيقات تهم رصد أحوال الطقس ومتابعة مستويات الانبعاث الحراري ومراقبة الأراضي الفلاحية بجودة عالية"، بجانب تطبيقات مدنية أخرى "على مستوى المؤسسات الحضرية والقروية والاتصالات وتوفير الأنترنت في أماكن لا توجد فيها تغطية". وفيما يهدف المؤتمر الدولي MNSAT إلى إيجاد مشاريع مشتركة بين مؤسسات غربية مع الطلبة والباحثين المغاربة، عبر توفير منح دراسية وبحثية تتيح تبادل البعثات وتنفيذ برامج في التكوين والتأكيد في مجال تصنيع الأقمار الصناعية، يسلط المؤتمر، الذي يستمر ليوم غد الأربعاء، الضوء كل مختلف أنواع الأقمار الصناعية، ومدارسة جوانب تقنية وفنية وعلمية تهم جوانب الملاحة والتحكم والبنية التحتية لتلك الأقمار.