بدا حرص المسؤولين الروانديين على إنجاح ملتقى الأعمال الأفريقي بالعاصمة كيغالي، الذي ينظمه "البنك المغربي للتجارة الخارجية أوف أفريكا"، واضحا لجميع المشاركين في أكبر ملتقى استثماري ينظمه المغرب بمنطقة إفريقيا الشرقية. إلى جانب حفاوة الاستقبال التي خصت بها الإدارات المركزية الرواندية بكيغالي الوفد المغربي، الذي يضم 78 مقاولة ومجموعة استثمارية، ظهر التناغم والانسجام بين كل المسؤولين وممثلي القطاع الخاص الرواندي، عكس الوفد الرسمي الحكومي المغربي؛ إذ لم يستطع مسؤولو "مغرب تصدير"، وهي هيئة حكومية تابعة لوزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيا الحديثة، خلق التناسق في المواقف مع ممثل الوزارة المغربية. مسؤولون في "مغرب تصدير"، وعوض الاهتمام بالجوانب المهنية للملتقى الذي ينظمه البنك المغربي للتجارة الخارجية، والسهر على تتبع الاجتماعات بين رجال الأعمال الروانديين والمغاربة، تعمدوا البحث عن ممثلي وسائل الإعلام المغربية قصد إقناعهم بحذف كل التصريحات الكتابية أو السمعية البصرية للكاتب العام لوزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة. المسؤولون بمؤسسة "مغرب تصدير" حرصوا، إلى غاية حفل الاستقبال الذي نظمته هيئة الاستثمارات الرواندية على شرف رجال الأعمال المغاربة، على الاتصال المباشر بكل الصحافيين الذين سجلوا حوارات مسجلة بالصوت والصورة، وطلبوا منهم عدم بثها، لأن "الأمر لا يستحق". صحافيون عاملون بوسائل الإعلام المغربية عبروا عن امتعاضهم من هذه التصرفات، التي اعتبروها تعكس عدم حرص المسؤولين المغاربة على حسن سير هذا الملتقى، الذي كلف ملايين الدراهم، من أجل تصريف مواقف شخصية ضيقة لا علاقة لها بالجوانب المهنية" وفق تعبيرهم. مسؤول من وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة أكد في تصريح لهسبريس، غير راغب في كشف هويته، أنه لم يستوعب بعد هذه التصرفات الصادرة عن مسؤولين يفترض فيهم أنهم سفراء للمملكة المغربية ومصالحها في القارة الإفريقية.