بينما اختار التحالف المكون من أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية التصعيد ضد رئيس الحكومة وتحميله مسؤولية "البلوكاج" الذي تعرفه مشاورات تشكيل السلطة التنفيذية، اختار عبد الإله بنكيران لغة التهدئة. وخلال اجتماع للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مساء اليوم الخميس، جدد رئيس الحكومة المكلف التأكيد على أنه مازال ينتظر جوابا من رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، بعد العرض الذي سبق أن قدمه لهما خلال آخر لقاء جمعه بهما. ورغم أن الأمين العام ل"حزب المصباح" سبق له أن أعلن "انتهاء الكلام" مع حزبي "الحمامة" و"السنبلة"، في بلاغه الشهير بعبارة "انتهى الكلام"، إلا أنه عاد اليوم ليقول: "طلبت من أخنوش والعنصر أن يجيبا على سؤال حول رغبتهما في دخول الحكومة من عدمه"، مضيفا: "عندما أتوصل بالجواب منهما سأعرف كيف أتصرف". وجوابا على سؤال للصحافيين، مباشرة بعد نهاية لقاء قيادة حزبه، حول إمكانية عقده لقاء مع الملك محمد السادس، قال رئيس الحكومة: "إن شاء الله عندما يأتي جلالة الملك سأكون من الذين سيستقبلونه"، وأبدى تمنيه لقاءه قائلا: "أتمنى اللقاء معه دائما، وفِي انتظار عودته يحن الله". وفي مقابل تأكيد الأمين العام ل"حزب المصباح" أنه لا جديد في المشاورات التي بلغت شهرها الخامس دون أن يتمكن من تشكيل الحكومة، سجل بنكيران أن الفترة الأخيرة لم تحمل أي اتصالات مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الطرف الرئيس الذي يعول عليه في العملية التفاوضية. من جهة ثانية اختار بنكيران أن يجدد موقف حزب العدالة والتنمية الرافض لإشراك الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة، مؤكدا أن مواقف الحزب هي التي تم التعبير عنها يوم الخميس الماضي، والقائمة على أن الحكومة يجب أن تتشكل من الأغلبية السابقة فقط. وجوابا على لغة التصعيد ضد رئيس الحكومة، التي رافقت تعليقه إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على مفاوضات تشكيل الحكومة، في ظل الاعتراض الذي أبداه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ضد دخول "حزب الوردة"، قال بنكيران: "السيد (لشكر) لم أوجه له كلاما، ولَم أطلب منه شيئا وهو يتحدث"، وأضاف موجها كلامه لزعيم "الوردة": "أشنو غادي نكول".