حالة من الفوضى الدامية عاشتها شوارع مدينة الحسيمة مساء اليوم الجمعة، مباشرة بعد انتهاء مباراة في كرة القدم جمعت بين فريقي شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي، انتهت بفوز الأخير بهدفين مقابل هدف واحد في ملعب "ميمون العرصي"، إذ تسببت جماهير محسوبة على الفريق "الأحمر" في تكسير واجهات عشرات السيارات وتخريب بعض المحلات، مع تسجيل إصابات في صفوف عدد من المواطنين. وعاشت ساكنة المدينة الريفيّة حالة من الذعر الشديد وهي تشاهد حشودا من القاصرين المحسوبين على مشجعي فريق الوداد البيضاوي وهم يشهرون الأسلحة البيضاء في الشوارع ويتبادلون الرشق بالحجارة، ما خلف تكسير واجهات سيارات كانت مركونة على جَنبات الطُّرقات؛ فيما رَصدت كاميرات نشطاء في المدينة إصابة بعض المواطنين وعدد من جماهير الفريق البيضاوي إصابات دامية، اضطرت معها سيارات الإسعاف إلى نقل بعضهم إلى المستشفى الإقليمي للحسيمة. حالة الفوضى لم تتوقف عند هذا الحد، حسب مصادر مطلعة كانت حاضرة في المكان، بل تعرضت بعض المحلات التجارية للإتلاف والسرقة، فيما أوردت أن المحسوبين على جماهير نادي الوداد البيضاوي تسببوا في الاعتداء على تلميذ كان متواجدا بساحة "محمد السادس"، التي يطلق عليها "ساحة الشهداء". وكتب نشطاء على صفحاتهم بموقع "فيسبوك" عبارات استهجان وغضب من الفوضى الدامية التي عاشتها المدينة، وحملوا كلا من المكتب المسير لنادي شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي مسؤولية ما وقع؛ فيما طالبوا الجامعة الملكية لكرة القدم بضرورة معاقبة المتسببين في الشغب خارج ملعب ميمون العرصي. ورغم تواجد قوات التدخل السريع وعناصر الشرطة والقوات المساعدة في ساحة المواجهات، إلا أن النشطاء ذاتهم انتقدوا عدم سيطرة المصالح الموكول إليها الحفاظ على أمن الساكنة على الوضع في الوقت المناسب. وكتب "طارق باطو"، أحد النشطاء المذكورين: "يجب على جمهور الوداد أن يستحضر ماضيه بالحسيمة، وكذلك ما وقع لجمهور الجيش الذي أهان الريف من المدرجات"، مضيفا في خطاب تحريضي: "أبناء الريف لن ينزعجوا من هزيمة الشباب لكنهم سيقطعون ألسنة كل من سولت له نفسه أن يتطاول على ما هو ريفي". أما "يوسف دحماني" فكتب: "الجمهور الوداد البيضاوي بلطجي.. ما تبقاوش ديرو فالحسيمة نفس تصرفات المراهقة لي كديروا في مدن المغربية أخرى"، على حد تعبيره الغاضب، فيما أورد "حميد بجي" أن الواقعة تسببت فيها جماهير الحسيمة بقوله: "للتوضيح: بعض المتهورين قذفوا جماهير الوداد بالحجارة.. وهادي ماشي رجلة". في سياق ذلك، أفادت السلطات المحلية بإقليم الحسيمة بأنه، وعقب انتهاء المباراة بملعب ميمون العرصي بالحسيمة، "قامت مجموعتان من مشجعي الفريقين بالتراشق بالحجارة في ما بينهما، ما أدى إلى إصابة 14 شخصا بجروح ورضوض نقلوا على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة لتلقي الإسعافات الضرورية". وأضافت المصادر ذاتها أنه تم إلحاق خسائر مادية بعدد من السيارات والحافلات، وتكسير الواجهة الزجاجية لإحدى المؤسسات الفندقية بالمدينة، فيما قامت قوات الأمن العمومي بالتدخل لإعادة الهدوء. كما تم تكثيف التحريات لإيقاف كل المتورطين في هذه الأفعال، وذلك في أفق تقديمهم أمام العدالة.