عندهم هناك تتمخض المشاعر لتلد ورودا حمراء وكلمات رقيقة، بينما في المغرب يختلف الأمر باكتساء الكلمات لجبة السخرية؛ وفي بعض الأحيان الانتقاد لفكرة الاحتفال بعيد القديس "فالنتينو". مقابل الفئة القليلة ممن تنخرط في مظاهر الاحتفال، ولو بشكل محتشم، بهذا اليوم؛ انبرى العشرات من المغاربة لمهاجمة وانتقاد تقليد اليوم الرابع عشر من فبراير تحت يافطة "عيد الحب"، من خلال عبارات وظفت فيها فنون خاصة في السخرية والاستنكار، كما جاء في أغلب تدوينات مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي حول الموضوع. "مبروك العيد.. معاش الصلاة فالمصلى غدا؟" عبارة جالت طولا وعرضا صفحات موقع "فايسبوك"، بعد ما اختارها النشطاء للتعبير عن وجهة نظر تطغى على "يوم العيد"، والتي تتركز حول الاستهزاء من الفكرة والاسم الذي يطلق على هذه المناسبة، لكونها لا تنتمي إلى الثقافة المغربية وتبقى استمرارا في "تقليد" الغرب في أمور غير نافعة، وفق تعبير أحد النشطاء. وبلغة ساخرة أيضا، كتب أحد المدونين على صفحته دعوة إلى باقي النشطاء؛ "بمناسبة عيد الحب.. تباغاو بيناتكم يرحمكم الله" في محاولة لتعميم تبادل الحب خلال هذا اليوم بين الجميع.. واختار جزء من المتفاعلين مع الموضوع انتقاد تصور المناسبة ككل، كما كتبت إحدى المدونات، وقالت: "عيد الحب، تعلموا الحب أوﻻ.. ثم اصنعوا له عيدا". المناسبة، التي تعرف إقبالا طفيفا من لدن العشاق على محلات بيع الشكولاطة والهدايا لشراء تميمة عيد الحب، اختار لها البعض وسيلة للتخلص من أعبائها المالية على جيوبهم ولو على سبيل المزاح، كما جاء على لسان أحد النشطاء: "نصيحة: فبلاصة متشري كادو نهار 14 فبراير بمناسبة عيد الحب شري الصداع نهار 13 وتهنى"، فيما عبّر ناشط آخر عن الفكرة نفسها بالقول: "غادي نسافر ديك النهار، ولا ندير راسي مريض باش نحل المشكلة". وفي وقت تزين فيه أكبر المحلات التجارية واجهاتها لجذب الشباب من أجل اقتناء هدية عيد الحب، يجد المحتفلون بالمناسبة أنفسهم في وضعية محرجة؛ وهو ما دفع بعض المدونين إلى التعليق عليها والسخرية منها، كما عبر عن ذلك أحد النشطاء بالقول: "شعار الشباب في عيد الأحباب.. يا بنت الناس أنا فقير ودراهم يومي معدودة".