توزعت مواقف مراقبين حيال تعيين الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الجنرال دو ديفيزيون عبد الفتاح الوراق مفتشا عاما للجيش، بين من توقع التعيين الجديد، بسبب تقدم سن سلفه الجنرال بوشعيب عروب، وبين من كان ينتظر ضابطا أكثر تجربة من الوراق. وبخصوص سيرة المفتش العام الجديد للقوات المسلحة (وسط الصورة)، وهو منصب قيادي في أعلى هرم الجيش المغربي، أفاد الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، سليم بلمزيان، بأن الجنرال الوراق ينحدر من مدينة الدارالبيضاء، والتحق بالجيش أواخر الثمانينات في سلاح الدعم اللوجستيكي والعتاد. وأورد بلمزيان، في تصريح لهسبريس، أن الوراق عمل فترة زمنية محدودة جدا بالمنطقة الجنوبية، وبالضبط في الداخلة، ضابطا مكلفا بالتخزين والعتاد. وسنة 1994 حصل على دبلوم الدراسات العسكرية العليا من الكلية الحربية الفرنسية "Collège interarmées de Défense". وانتقل الوراق، بحسب المتحدث، إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، ليترقى في الرتب بشكل سريع ومذهل، إلى أن التحق بالمكتب الثالث برتبة كولونيل؛ حيث كان مكلفا بهذا المكتب خلال فترة وعكة صحية طويلة ألمت بالجنرال عروب بين سنتي 2007 و2008. وتابع بلمزيان بأن الوراق الأب لأربعة أبناء بعد هذه المرحلة من سيرته المهنية، "أصبح مشرفا على الإدارة الخاصة بالضباط في القيادة العامة للجيش، قبل أن يعينه الملك يوم أمس مفتشا عاما للجيش، وينهي بذلك عهدا كان المفتش فيه العام يتولى كذلك قيادة المنطقة الجنوبية للمملكة". وسجل الخبير أن الجنرال الوراق يعتبر من جيل الشباب في القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية؛ حيث "ترقى بين المراتب العسكرية بسرعة كبيرة تنم عن فطنته وتفوقه المهني، باعتبار أنه انتقل في ثماني سنوات من رتبة كولونيل إلى رتبة جنرال دو ديفيزيون، وهو وقت وجيز جدا". وبعد أن لفت بلمزيان إلى أنها أول مرة يتولى فيها ضابط من سلاح الدعم والعتاد منصب مفتش عام للجيش، أكد أن هذا العسكري يعد "من الرجال القلائل الذين لا يمكن أن يختلف بشأنهم اثنان في النزاهة والإخلاص للوطن والملك، والذين لم يلاحظ عليهم أنهم اغتنوا طيلة تقلدهم للمناصب الحساسة داخل القيادة". ويرى مراقبون أن مهام الوراق ستسير وفق الخط المرسوم له من طرف القيادة العليا للقوات المسلحة، وأنه سيكمل طريق سلفه و"رئيسه" الجنرال عروب، خاصة تأمين الحدود البرية مع الجزائر وموريتانيا، وأيضا تكوين الضباط الأفارقة في المدارس العسكرية بالمغرب، وتوطيد الشراكات العسكرية مع القوى الدولية والحليفة. وكان الديوان الملكي قد أفاد، في بلاغ له، بأنه "تم اختيار الجنرال الوراق لتقلد مهامه الجديدة، اعتبارا لخصاله الإنسانية والمهنية، ولنكران الذات والولاء اللذين أبان عنهما في مختلف المسؤوليات العسكرية والتأطيرية التي كلف بها"، مشيدا في الوقت نفسه بالخدمات التي أسداها "عروب تحت قيادة الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس". وكان الجنرال عروب موضوع إشاعات راجت في عدد من المنابر الإعلامية، في شهر مايو الماضي، تفيد بوفاته بسبب وعكة صحية أدخلته المستشفى العسكري بالرباط، قبل أن يتبين أنه اجتاز محنته الصحية حينها، ويظهر بعد ذلك بأسابيع في أنشطة واستقبالات رسمية.