أخرجت صيغة الحصول على البطاقة المهنية العديد من السائقين للاحتجاج صباح اليوم الأحد أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، مستنكرين ما اعتبروه "تجاهلا من لدن وزارة النقل واللوجستيك لمطالبهم المشروع". ومن بين هذه المطالب، يقول إبراهيم بن عبو سائق مهني بالنقل المدرسي في مدينة مكناس، مجانية الحصول على البطاقة المهنية، من خلال تحمل الدولة لمصاريف تكوينهم وليس الخواص "لي كينتفو فينا مكين غير 5000 درهم 6000 درهم، حتى ل8000 درهم، لمدة 40 يوما تتحمل فيها مصاريف الأكل والمبيت". وزاد المتحدث بنبرة منتقدة بالقول إن مكناس مثلا لا تتوفر على مراكز تكوين، ويستوجب الأمر التنقل إلى فاس من أجل القيام بتكوين في مؤسسات خاصة ب6000 درهم، "ونحن نطالب بمجانية الحصول على البطاقة المهنية، التي إلى حدود الساعة لا تتكفل نهائيا بالشق الاجتماعي، بل فقط تركز على ما لك وليس ما عليك، دون تسجيل أي مكتسبات ملموسة، كالتغطية الصحية أو تعويض عن الأبناء. وتساءل إبراهيم عن من له القدرة بين السائقين المهنيين لدفع مبلغ التكوين، وتغطية المصاريف اليومية لمدة تفوق الشهر، "ومع ذلك قدمت أوراقي للقيام بالتكوين شهر فبراير الماضي، وقالوا لي إنني سأبدأ التكوين فاتح السنة الجارية، وحينما استفسرت عن الأمر قالوا لي إن الموعد أجل إلى شهر أبريل من سنة 2018". سيل الانتقادات واصله عبد العالي أصواب، سائق مهني حل مع العشرات من السائقين بالعاصمة الرباط قادمين من مدينة طنجة، "للتعبير عن استنكارهم للضرر الذي أحدثته الصيغة التي تخول لهم الحصول على البطاقة المهنية، التي تفرض عليهم تقديم مبلغ مالي يصل إلى 8000 درهم وحوالي الشهر ونصف الشهر من الدراسة والتكوين"، حسب شهادته. "وهدشي ظلم والوزارة لا تهمها مصالح الدرويش، بل تبحث عن دفعه ليخرج إلى الشارع بأبنائه" يقول المتحدث نفسه، مستعرضا بعضا من التزاماته الاجتماعية، مع سومة الكراء ومصاريف ثلاثة من أبنائه، "وعليهم أن يعلموا أن مستوى عيش السائق تحت الصفر، وظروفه الاجتماعية قاسية، يكفيه أنه يواجه أعباء الحياة بشكل يومي". ورفع السائقون المحتجون، الذين توافدوا على العاصمة الرباط، شعارات تستنكر صمت الوزارة وتماديها في سياستها التفقيرية للسائقين، حاملين لافتات خطت عليها العديد من العبارات؛ من بينها: "السائق المهني المغربي يطالب بلجنة تقصي الحقائق للوقوف على اختلالات وزارة النقل، المرتبطة بمساطر الحصول على بطاقة السائق المهني وتجديد صلاحياتها"، وكذا "السائقون المهنيون بالمغرب يحملون مدير النقل عبر الطرق والسلامة الطرقية مسؤولية ما يحدث من ضجة بعدما تم تجاهل مراسلاتهم وعدم مناقشته لمطالبهم المشروعة". وتخوّل البطاقة المهنية تكوينا مستمرا للسائقين، يمكنهم من الاضطلاع الدائم على المتغيرات التي تعرفها قوانين النقل والسير بالمغرب.