تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم (الثلاثاء) ا لاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع فى سوريا وخاصة في مدينة حلب،والأوضاع في اليمن في ضوء الاجتماع الذي عقده وزير خارجية الولاياتالمتحدة في الرياض مع اللجنة الرباعية حول الأزمة اليمنية ،فضلا عن الحادث الإرهابي الذي استهدف مدينة الكرك الأردنية . ففي مصر، خصصت صحيفة"الأهرام " افتتاحيتها للاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع فى سوريا وخاصة في مدينة حلب، والتداعيات الخطيرة للصراعات المسلحة فى هذه المدينة المنكوبة وغيرها من المدن السورية، وأكدت أن الوضع المأساوى فى سورية "لم يعد يتطلب مجرد عبارات الاستنكار والإدانة"، ولكن المطلوب عربيا ودوليا هو "العمل الفورى لتقديم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، وضرورة ألا يخضع العامل الإنساني لأي مساومة سياسية أو شروط مسبقة، بهدف الحصول على مكتسبات سياسية أو عسكرية". وأشارت في نفس السياق إلى مواصلة الدول الأعضاء فى مجلس الأمن لقاءاتها لبحث مشروع قرار حول نشر مراقبين فى حلب، وأبرزت أن "الذين يبحثون عن توفير ممرات آمنة يساعدون فى نفس الوقت فى خروج الإرهابيين منها ليستوطنوا فى مكان آخر يمارسون فيه إرهابهم وقتلهم الأبرياء"، مؤكدة أنه حري بكل هؤلاء التمسك بالحل السياسي، فهو المخرج الوحيد للأزمة". ومن جهتها، خصصت (الجمهورية) افتتاحيتها التي تحمل عنوان " الجمهورية تقول " للزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأوغندا أول أمس ، وقالت إن اتفاق الرئيسين السيسي وموسيفيني على إقرار آلية للتشاور السياسي بين البلدين سيلعب دورا مهما في تحقيق التطلعات الحقيقية لشعوب أفريقيا وحوض النيل، وتحمي الأمن المائي من المغامرات" . وأضافت أن الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وسرعة الدعوة لاجتماعها "يؤكد احتمالات مهمة لمستقبل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري( بين البلدين ) " وفي قطر واصلت الصحف اهتمامها بما يجري في الساحة السورية وكتبت " الوطن " تحت عنوان "تقصير دولي فادح بحق الشعب السوري"، أن جهودا كبيرة " بذلت بإخلاص تام من قبل العديد من دول العالم، وفي مقدمتها دولة قطر، للتذكير بأهمية اتباع وسيلة صحيحة وصائبة لمعالجة الأزمة بالشكل الذي يعبر عن تطلعات الشعب السوري المشروعة"، مشيرة الى أن بان كي مون الأمين العام الأممي نفسه اعترف ضمنا بالتقصير حين قال "إن التاريخ لن يغفر لنا". وشدد كاتب الافتتاحية على ان "مجمل هذه التداعيات تفرض حاليا أن يتبلور واقع سياسي ودبلوماسي دولي فاعل لإنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة التي دفع الشعب السوري ثمنها غاليا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الراية) أن قرار مجلس الأمن الدولي السماح بمراقبة الأممالمتحدة لعمليات الإجلاء من شرق حلب "ليس كافيا ما لم يعمل المجتمع الدولي على حماية سكان حلب وليس تهجيرهم"، بل وضمان "الحماية والإغاثة لجميع المناطق السورية المحاصرة"، مسجلا أن القرار جاء "محدودا جغرافيا رغم أن المجتمع الدولي يدرك أن حلب تتعرض لعملية تهجير ديمغرافي ممنهج بما يحقق مصلحة النظام وإيران"، كما مثل "تراجعا" في موقف مجلس الأمن، "عما تم تحقيقه سابقا من تجاوز رغبة النظام"، خاصة في إرسال مساعدات عبر الحدود السورية. وأضافت في افتتاحيتها أنه كان "من الأجدر أن يصدر هذا القرار الجديد تحت البند السابع الذي ينص على معاقبة النظام في حال المخالفة"، موضحا أنه بالرغم من نص "القرارات الأممية على أن النظام يقوم بعرقلة دخول المساعدات ويشدد الحصار على المدنيين"، فإن مجلس الأمن لم يتخذ "أي إجراء عقابي". وتحت عنوان "حراك قطري لإنقاذ حلب"، كتبت (الشرق) ان "التحرك الدبلوماسي القطري نجح بعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الأوضاع المأساوية في حلب"، وذلك بالتوازي مع إصدار مجلس الامن قرارا يسمح بمراقبة الأممالمتحدة لإجلاء المدنيين في حلب، مشيرا الى أن قطر "دعت مرارا" إلى جعل حماية المدنيين السوريين من "اختصاص الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس مجلس الأمن، للنأي بالقضايا الإنسانية في العالم عن التجاذبات السياسية والفيتو المعطل للقرارات". وتحت عنوان "تركيا المستهدفة"، خصصت صحيفة (العرب) افتتاحيتها لحادث اغتيال السفير الروسي المعتمد بتركيا، مشيرة الى ان "الحاقدين على تركيا" حولوا حقدهم الى "فعل" وان المراد هو "هدم تجر بة ديمقراطية واقتصادية حولت تركيا إلى مصاف الدول الكبرى المؤثرة" و"رقما مهما في المعادلة الدولية" وأن "المستهدف من هذه العملية هي تركيا نفسها". وشدد على أن "هناك من يريدون هدم الدور التركي الكبير، ووأد النجاحات التي تحققها أنقرة على كل المستويات"، مشيرا الى أن "الأحداث الإرهابية التي تتكرر في تركيا طوال الأشهر الماضية، ليست بعيدة عما يدور في سورية، حيث تقف تركيا في طليعة الداعمين للشعب السوري في محنته". وبالأردن، ذكرت صحيفة (الرأي) أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى الرياض، والتي كانت مخصصة لبحث الحرب اليمنية، من خلال ما يعرف باللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا إضافة إلى السعودية وسلطنة عمان، لم تسفر عن نتيجة تذكر". وأشارت الصحيفة إلى أن جون كيري الذي زار الرياض وناقش الأزمة اليمنية مع اللجنة الرباعية، "بدا بلا رصيد سياسي أو دبلوماسي يمكن صرفه في الميدان اليمني بعد أن أدارت واشنطن ظهرها طويلا للحرب اليمنية، وواصلت لعبة شراء الوقت والظهور بمظهر الذي يمتلك الكثير من هذا الوقت، رغم أنها استنفدته في مناورات عديدة وخبيثة، ورأت في ما يحدث من خراب ودمار وقتل في اليمن وانهيار في بناه التحتية ومرافقه العامة وانتشار الأوبئة والمجاعة فيه، ورقة إقليمية تستطيع اللعب بها في صراعها المحموم مع القوى الإقليمية والدولية المقابلة". على صعيد آخر، واصلت صحيفة (الدستور) الحديث عن أحداث الكرك الإرهابية، إذ نقلت، في هذا الصدد، عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قوله إن هذه الأعمال الغادرة والآثمة لن تنال من عزيمة الأردن في محاربة قوى الشر والظلام وأصحاب الفكر المتطرف والهدام، وأن الأردن سيواصل التصدي لأعداء الإسلام والدفاع عن صورته ومبادئه السمحة. وأشارت الصحيفة إلى أن الملك عبد الله الثاني أكد أيضا، خلال ترؤسه أمس اجتماع مجلس السياسات الوطني، إلى أن الأردن قوي وقادر على القضاء على الإرهاب وعصاباته الإجرامية، وأنه بتلاحم أبناء وبنات الوطن والقوات المسلحة والأمن العام وقوات الدرك، سيظل عصيا منيعا في وجه كل محاولات الغدر والإرهاب. أما صحيفة (الغد)، فكتبت، بدورها، أن هذه الجريمة وعلى الرغم من بشاعتها، "علينا الاستفادة منها لمقبل الأيام حتى لا تتكرر مثل هذه العمليات الإرهابية"، مشيرة إلى أن الإرهابيين يترصدون بالأردن، ويحاولون إذا ما أتيحت لهم الفرصة اقتراف جرائمهم، وترويع المجتمع الآمن، وإثارة الخوف والهلع في صفوفه. واعتبرت أن الجريمة الإرهابية، لا يجوز، ومن غير المقبول، أن تمر من دون أن تكون هناك مراجعة طويلة لإجراءات مواجهة التطرف والإرهاب والقتل الأعمى، مضيفة أن الدماء الزكية التي أسيلت لتروي تراب الأردن، "تلزمنا أن نكون في مستوى تضحياتها، وأن نبحث عن الأسباب"، والأخطاء والثغرات التي ساهمت بأن يتمكن الإرهابيون من القيام بفعلتهم الشنيعة. وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "الانتصار المهزوم" إن الانتصار الذي يتشدق به النظام السوري في حلب لن يكون نهاية الأزمة السورية التي هي بالتأكيد أزمة بين الشعب السوري والنظام الحاكم الفاقد للشرعية ويحارب شعبه لبقائه في السلطة حتى وإن كان الثمن قتل السوريين وتشريديهم وتهجيرهم. واعتبرت الصحيفة أن "السلبية التي تعامل بها المجتمع الدولي بكل قواه الفاعلة إزاء الملف السوري فاقمت الأزمة في هذه البلاد وأضفت على المشهد السوري تساؤلات كثيرة ظل معظمها دون أجوبة شافية نتيجة المواقف المتذبذبة المتراوحة بين شد وجذب". وفي ظل هذا الوضع، تضيف الصحيفة، يأتي المؤتمر المزمع عقده في أستانة (كازاخستان) وقبله اجتماع وزراء خارجية ودفاع روسياوتركياوإيران في موسكو اليوم، والذي ستكتب نتائجه بالتأكيد فصلا جديدا في ملف الأزمة السورية". وفي نفس الموضوع، كتبت صحيفة (اليوم) أن "القوى الدولية الكبرى تذرف الدموع على حلب، بعد أن تفرجت طويلا على السوريين وهم يذبحون على أيدي ميليشيات إيران، وكان يمكنها وقف تلك المأساة لو التزمت بالقيم الإنسانية وواجبات السلام العالمي". وأكدت أن حلب "أبلت في الصمود الأسطوري، فهي طوال العام الماضي وما قبله، واجهت -عزلاء - نيران قوى عظمى وميليشيات متعددة الجنسيات وقذائف من الجو والأرض ليل نهار، في الوقت الذي منعت القوى العظمى أية مساعدة للثوار السوريين بحجج واهية". واختتمت بالقول إنه مهما حاولت إيران تصوير الانتصار في حلب، فالنظام السوري يأخذ في الترنح والسقوط، وأن انتصاراته الوهمية التي يخدع بها السوريين لن تدوم طويلا (...) وأن الشعب السوري ما زال يناضل وسيناضل، باستبسال لإنهاء معاناته ورفع الظلم عنه بكل وسائل المقاومة وبرغبته في الجنوح إلى السلام". وفي شأن آخر، كتبت صحيفة (عكاظ) أن المملكة العربية السعودية تبذل جهودا كبيرة لضمان استقرار اليمن على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، بهدف دعم الشعب اليمني والحفاظ على أمنه واستقراره، ليسير على الخطى التنموية والإيجابية التي تحققها دول الخليج. وأضافت الصحيفة أن المملكة بادرت منذ اندلاع الأزمة اليمنية إلى تقديم الحلول من البداية، وتمخضت جهودها عن المبادرة الخليجية في أبريل 2011 التي وقع عليها صالح قبل أن ينقض العهد ويدخل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لخلق فوضى في اليمن تؤثر على دول المنطقة، ما دفع المملكة ودول التحالف الإسلامي للتحرك دفاعا عن أمن المنطقة واستقرارها. وخلصت إلى أن سياسة المملكة ومنذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز تقوم على مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتنص مبادئ سياستها على حسن الجوار. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن من يملك القرار العسكري السياسي في سوريا الآن هم الروس، لا نظام بشار الأسد ولا إيران ولا (حزب الله)، مشيرة إلى أن حلب سقطت بفعل الضربات الجوية الروسية الفتاكة التي دمرت المدينة، وقتلت الرجال والأطفال والنساء والمرضى والجرحى، أما إجلاء المدنيين منها فتم باتفاق تركي - روسي وإن حاولت الأطراف الأخرى "التدخل في التفاصيل وعقد صفقات بقصد إبقاء صورتها في المشهد، وإشعار الآخرين بأن لهم دورا في القرار السياسي، سواء كان (حزب الله) اللبناني أو المليشيات الإيرانية". وبعد أن تساءلت الصحيفة لماذا الآن فقط سقطت حلب، ومنذ أربع سنوات وقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والأفغانية تحاصرها ولكنها لم تسيطر عليها؟، أوضحت أن حلب سقطت بسبب الترسانة العسكرية الروسية وليس لما يدعيه الآخرون، سواء النظام السوري أو إيران أو (حزب الله) اللبناني، مشيرة إلى أن هذه الأطراف "كانت محل سخرية ضباط في الجيش الروسي(..)". ومن جهتها، قالت صحيفة (الوطن) إن سقوط حلب "يبين إفلاس المجتمع العربي والمجتمع الدولي أخلاقيا"، مشيرة إلى أن "الجريمة واضحة والمجرم معروف، ومع ذلك لا المجتمع الدولي ولا المجتمع العربي حرك ساكنا (..)". وأردفت الصحيفة أنه "قبل أن نندد بالمجتمع الدولي، يجب أن لا ننسى أن سوريا بلد عربي وهي مسؤولية عربية، قبل أن تكون مسؤولية دولية"، وتساءلت: "لماذا تركنا مصير حلب للروس وللأمريكيين وللميليشيات المسيرة من قبل إيران.. أين العرب؟ (..) ماذا ينقصنا لتشكيل قوة عربية مشتركة تواجه الميليشيات العميلة لإيران؟"، مشيرة إلى أن "الروس يفزعون حينما يقوم العرب بالمناورات العسكرية، فلماذا لم نأخذ المبادرة لإنقاذ سوريا؟ لماذا تركنا حلب ليستأثر بها المجرمون؟".