لا يزال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يخلف العديد من ردود الأفعال على الساحة السياسية الأمريكية والدولية؛ فبعد اتهام باراك أوباما لروسيا بالقرصنة للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دفع انتخاب ترامب الشبكات الاجتماعية إلى التشكيك في مدى صحة ونجاعة المعلومات التي تنتشر على مواقعها. وكانت تقارير إخبارية كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي قالت إن مطعما للبيتزا يدير شبكة لانتهاك الأطفال، تقودها هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة سابقا وكبير مساعديها في حملتها الانتخابية؛ وهو ما أدى إلى تلقيه الكثير من التهديدات من العديد من الأشخاص بسبب هذه القضية المنتشرة في الإنترنيت، حيث اعتبروا المطعم مقرا لهذه العصابة وأن هيلاري كلينتون هي رئيستهم. هذه القضية دفعت إدارة فايسبوك، عملاق شبكات التواصل الاجتماعي، إلى التفكير في وضع حد للشائعة الكاذبة عن طريق مجموعة من الأدوات الجديدة التي ستتم إضافتها خلال الفترة المقبلة من أجل منع الأخبار الزائفة التي تتداولها الصفحات، ويساعد على نشرها المستخدمون. وأكد مارك زوكربيرغ، خلال مشاركته في الاجتماع الذي عقده رئيس الولاياتالمتحدة المنتخب دونالد ترامب مع رؤساء شركات التكنولوجيا الكبرى الأمريكية الخميس الماضي، أن فايسبوك سيتعاون مع مواقع تحري الدقة الشهيرة مثل Abcnews وFactCheck وsnopes.com وPolitiFact، للتخلص من انتشار الأخبار الزائفة على منصته للتواصل الاجتماعي. مباشرة بعد هذا الإعلان، هدد توماس أوبرمان، رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، بمقاضاة فايسبوك وفرض غرامات كبيرة عليه في حال نشره أي أخبار كاذبة أو مزيفة؛ وذلك وسط مخاوف من التأثير على الانتخابات المقبلة في البلاد. وكشف رئيس ثاني أكبر حزب في البلاد، في تصريح لجريدة "شبيغل" الألمانية، أن فايسبوك قد يواجه غرامات تصل إلى 500 ألف يورو، إن لم يقم بإزالة الأخبار المزيفة في غضون 24 ساعة من نشرها على الشبكة الاجتماعية. وأكد المتحدث، وهو شريك في الحكومة الائتلافية الألمانية، أنه ينوي تقديم مشروع قانون يستهدف مشاكل الشبكات الاجتماعية العام المقبل، محملا المسؤولية لإدارة فايسبوك التي لم تظهر رداً فعالاً في مواجهة الأخبار المزيفة بحسبه. كما تعهد السياسي الألماني بإلزام الشبكات الاجتماعية قانونياً بإنشاء مراكز حماية قانونية تفتح على مدار العام في ألمانيا، ستكون مسؤولة عن إزالة المحتويات المزيفة. وتأتي هذه التهديدات وسط ارتفاع المخاوف من تأثير الأنترنيت على انتخابات البرلمان المقرر إجراؤها بألمانيا في سنة 2017؛ وذلك بعد شائعات عن تأثير الأخبار الكاذبة على الانتخابات الأمريكية.