شبت النيران في أزيد من 30 محلا تجاريا بقيسارية الحي المحمدي في مدينة الدارالبيضاء، متسببة في خسائر مادية للتجار قدرت بملايين الدراهم، وقال عناصر الوقاية المدنية إن النيران أتت على أزيد من 25 محلا تجاريا بشكل كامل، فيما احترقت بضائع خمس محلات تجارية بشكل جزئي. وأضاف المصدر نفسه أن النيران شبت في البداية بمحل لبيع الأحذية بالواجهة الخارجية للقيسارية، الذي كان يحتوي على مخزون كبير من البضائع سريعة الاشتعال، لتنتقل ألسنة اللهب إلى باقي محلات "بوك B" من هذا المركز التجاري الشهير بعد أقل من 10 دقائق عن اتقادها. ولم تتمكن الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق إلا بعد أزيد من 8 ساعات من اندلاع الحريق، حيث قال تجار بقيسارية الحي المحمدي إن النيران شبت على الساعة منتصف ليلة اليوم السبت، بسبب تماس كهربائي. وأكد الشهود في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن معظم المحلات تحتوي على منتجات بلاستيكية تستعمل في صناعة الأحذية، إذافة لمواد صمغية سريعة الاشتعال، وما يتراوح بين 20 و40 مليون سنتيم كقيمة للبضائع في المحل التجاري الواحد، وقد أتت النيران عليها بالكامل. وقدر مصطفى الصافي، الذي يمتلك محلا لبيع الأحذية بالمركز التجاري المتضرر، إن الخسائر التي تكبدها مقدرة في 40 مليون سنتيم، وزاد: "رزقنا ضاع، لقد أصبحنا دون رأسمال بعدما فقدنا كل ما نملك"، ليعلق عبد الرحيم بوغالب على الحادث، وهو تاجر أيضا، بقوله: "طبيعة المواد البلاستيكية والمواد الصمغية تسببت في اشتداد ألسنة اللهب التي تمت السيطرة عليها بصعوبة، لتكبدنا خسائر فادحة". كما أكد الحسن الدحيم، رئيس جمعية الوصال لتجار قيسارية الحي المحمدي، في تصريح لهسبريس، أن تدخل إطفائيي الوقاية المدنية وتساقط الأمطار قد ساعدا بشكل كبير في منع انتقال النيران إلى باقي المحلات الأخرى، مضيفا: "الألطاف الإلهية وسرعة تدخل التجار ومساعديهم، والحضور المبكر لرجال الإطفاء، ساهم في الحد من الكارثة". وأردف الحسن الدحيم: "لقد كنا في عين المكان بمجرد اندلاع الحريق في المحل التجاري الأول، وقد وقفنا على حضور الفرقة الأولى لرجال المطافئ، التي يوجد مقرها بجانب المركز التجاري المتضرر، مباشرة بعد اندلاع الحريق ومستعينة بشاحنتي إطفاء، لكن سرعة الرياح تسبب في انتقال النيران إلى باقي المحلات في دقائق معدودة، ما استدعى طلب مساعدة القيادة الجهوية للمطافئ التي أرسلت عناصر إضافية وعتاد دعم، في محاولة للسيطرة على الوضع".