في زيارة هي الأولى من نوعها إلى جمهورية نيجيريا منذ توليه سدة الحكم في البلاد سنة 1999، حطت الطائرة التي تقل الملك محمد السادس مساء اليوم الخميس، بمطار "نامدي أزيكيوي" الدولي بالعاصمة أبوجا، وسمي كذللك تخليدا لرئيس نيجيريا الأول الدكتور نامدي أزيكيوي. ووجد الجالس على عرش المملكة، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، في استقباله نائب الرئيس النيجيري، محمد بخاري، ووزير المنطقة الترابية للعاصمة الفدرالية أبوجا، فيما تسلم العاهل المغربي مفتاح مدينة أبوجا للملك، جريا على التقاليد المرعية عند استقبال كبار ضيوف البلاد. وتوقف الملك محمد السادس هنيهة أمام فرقة نيجيرية تتشكل من فتيات قدمن عروضا فنية وأهازيج شعبية محلية، فرحا بقدوم العاهل المغربي، قبل أن يستأنف طريقه إلى قاعة المطار ليقضي فترة استراحة قصيرة، ينطلق الموكب الملكي بعدها إلى مقر إقامته بالعاصمة أبوجا. وعرفت شوارع العاصمة النيجيرية حركة غير معتادة طيلة الفترة الأخيرة تحسبا لزيارة الملك محمد السادس، حيث امتلأت عدد من فضاءات وشوارع المدينة بصور مزدوجة لكلم من زعيمي البلدين، كما تم وضع شعارات في كبريات الطرق ترحب بقدوم ضيف نيجيريا الكبير. ويرتقب مراقبون أن تشكل الزيارة الأولى للملك المغربي إلى نيجيريا فتحا لعهد جديد في العلاقات الثنائية بين المغرب ونيجيريا، وذلك من خلال الاتفاقيات الثنائية الهامة التي سيتم توقيعها بحضور قائدي البلدين، وتشمل العديد من القطاعات والمجالات خاصة الزراعة والاتصالات والطاقة والصناعة الغذائية. وقال سفير المغرب في نيجيريا، ضمن تصريحات صحفية اليوم، إن لزيارة الملك إلى هذا البلد الإفريقي تحظى بأهمية قصوى، وتفتح مجالات واعدة أمام مسار تعاون جنوب جنوب"، مضيفا بأنه إذا كان السلطان محمد الخامس قاد معركة التحرر بإفريقيا، فإن الملك محمد السادس يقود معركة التنمية بالقارة السمراء. وحري بالذكر أن العلاقات بين المغرب ونيجيريا، التي كانت تعتبر من أكبر داعمي جبهة البوليساريو، بدأت تعرف نوعا من الحلحلة منذ شهر يوليوز الماضي، عندما أرسل الملك الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، ناصر بوريطة، ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري، للقاء الرئيس النيجيري محمد بخاري.