صدر ضمن منشورات مركز إيزيس للمرأة والتنمية كتاب جماعي باللغة الإنجليزية بعنوان "مظاهر العنف ضد النساء في شمال إفريقيا"، تحت إشراف الباحث الدكتور موحى الناجي والباحثة الدكتورة فاطمة صديقي، بدعم من معهد العلاقات الثقافية الخارجية الألماني. ويناقش المؤلف الأسس التاريخية والثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لإشكالية العنف ضد المرأة، مبينا أن المرأة المغاربية تتعرض اليوم لكل أنواع العنف؛ عنف التجهيل والتفقير، وعنف الإقصاء والتهميش. وأوضح الكتاب أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ظاهرة ترتدي وجوها متعددة في المنطقة المغاربية، حيث التقاليد والعادات الاجتماعية والدين والسياسة تتداخل في نظام مجتمعي ذكوري. وأكد المشاركون أن هناك حاجة ماسة لدراسات علمية للنوع والعنف في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأشار الكتاب إلى أن العنف ضد المرأة لا يشمل العنف البدني فقط، بل إن هناك أنواعا أخرى لا تقل خطورة؛ ومنها العنف المعنوي والاقتصادي والسياسي والنفسي الممنهج الذي يمارسه المجتمع والدول المستبِدة والتي يفترض فيها حماية المرأة وضمان حقوقها عوض الاعتداء عليها وانتهاك حريتها وكرامتها. واقترح المشاركون وسائل وإستراتيجيات لمناهضة العنف الذي تتعرض له المرأة في العالم بصفة عامة وفي العالم العربي والإسلامي بصفة خاصة، منددين بكل ما عاشته وتعيشه المرأة المغاربية من تعنيف، ماديا كان أو معنويا ممارسا سواء من لدن الأفراد أو السلطة. وأكد المشاركون في هذا المؤلف على تعليم الفتاة، والاستقلال الاقتصادي للمرأة واستخدام وسائل الإعلام كأدوات لمناهضة العنف ضد المرأة، ومعالجة ظاهرة العنف داخل الأسرة والمدرسة. كما أكدوا على ضرورة تدخل الدولة لسن السياسات الناجعة لمكافحة كل أشكال العنف ضد المرأة، وتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في جميع المجالات. شارك في هذا الكتاب الجماعي ثلة من الباحثين والخبراء؛ من ضمنهم كوليت أبليان ومحمد ياشولطي ورشيد الوردي وسعاد بالحرمة وإدريس الغماري وسانيا كيلي وعزيزة أوكير ووفاء الطريبق، والمشرفَان موحى الناجي وفاطمة صديقي.