أفاد مصدر مطلع، في تصريح لهسبريس، بأن والي جهة العيون، بوشعاب يحضيه، خصص راتبا قارا قدره 4200 درهم لفائدة عائلة عبد السلام الصالحي، المواطن الذي لقي حتفه قبل أيام خلت، عقب إضرام النار في جسده يوم الثاني من نونبر الجاري أمام مقر عمالة العيون. وقرر والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء تخصيص دخل شهري قار لفائدة أرملة الصالحي وأبنائه ووالديه، ليفي بوعده الذي قطعه على نفسه لإنقاذ عائلة الفقيد؛ تجاوبا مع تدخلات المركز المغربي لحقوق الإنسان، ورئيس فرعه بجهة العيون محمد فاتح. وأشاد عبد الإله الخضري، مدير الهيئة الحقوقية ذاتها، في تصريح لهسبريس، بالالتفاتة الإنسانية لوالي جهة العيون حيال وضعية أسرة الصالحي، من أجل إنقاذ ابني الفقيد من الضياع والتشرد، خاصة في خضم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المزرية لعائلة الهالك. وتساءل الخضري: "لماذا لم تتحقق هذه الالتفاتة الإنسانية والحقوقية إلا بعد أن زهقت روح المواطن عبد السلام الصالحي، جراء إضرام النار في ذاته احتجاجا على عدم تلبية مطالبه؟"، مبرزا أن "هذه المبادرة لا تعفي من المطالبة بضرورة التحقيق في ملابسات الحادث، والعمل على عدم تكراره". وشدد الحقوقي ذاته على أنه "يفترض في الدولة أن تساهم في تنمية فرص الشغل بشكل ديمقراطي، وعدم تشجيع الريع الاقتصادي"، معربا عن تحفظه إزاء إقدام البعض على حرق جسده احتجاجا على البطالة، ومطالبا بفتح قنوات الحوار، وإفساح المجال وفتح الأفاق لفائدة الشباب، "بدل سياسة سد الأبواب، وحرمان المواطنين من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية"، حسب تعبيره. وانتقلت روح الصالحي إلى بارئها فجر السابع عشر من نوبر الجاري، في قسم العناية المركزة بالمستشفى التخصصي بالدارالبيضاء، حيث كان يتلقى العلاجات الضرورية من حروق من الدرجة الثالثة، بعد أن تم نقله من العيون إلى مستشفى أكادير، ثم إلى الدارالبيضاء. الصالحي، من مواليد 1966، عانى من "فرار" زوجته مع أبنائهما منذ فترة زمنية قصيرة، بسبب الفقر المدقع الذي يعيشون في أتونه، بعدما تعاظم الأمل داخله بعد أن حصل على رسالة ملكية سنة 1996، موقعة من طرف ولي العهد حينها، الملك الحالي محمد السادس، توصي بتوظيفه في العيون، لكنها "أقبرت"، حسب مصادر هسبريس. وبعد أن اشتدت الأزمة الاجتماعية والمعاناة النفسية بالصالحي، خاصة مع هجران زوجته وأولاده، لجأ إلى مقر ولاية العيون، لكن عناصر من القوات العمومية اعترضت سبيله، قبل أن يعمد إلى سكب لترين من البنزين على جسده، ويشعل النار فيه، ليلقى حتفه بعد أيام من ذلك.