ركزت الصحف العربية ، اليوم الخميس، على جملة من المواضيع منها قرار إسرائيل بتشريع "قانون الأذان" والوضع السياسي في فلسطين وتطورات الأزمة السورية والترقب السائد في "دول الأزمات" في المنطقة العربية في انتظار الرئيس الأمريكي الجديد وأزمة تشكيل الحكومة في لبنان. ففي مصر ، كتبت جريدة (الوطن) تحت عنوان " طائفية إسرائيل" أن إسرائيل حاولت تمرير مشروع قانون الأذان في الكنيست فلاقت أصداء الرفض والغضب في كل مكان، ومن على منبرهم صدح الأذان بصوت النواب العرب متحديا رغم تهكم الحاضرين من النواب الإسرائيليين ومحاولتهم إثارة الفوضى بالصراخ للتأثير على صوت الأذان، وهبت مدينة القدس على قلب رجل واحد متحدية، تصدح بالأذان في وقت واحد من على أسطح المنازل والمساجد إعلانا لرفض القانون وإصرارا على التصدي له والتصعيد ضده، وتحولت الكنائس إلى مساجد ترفع الأذان معلنة توحدها مع جيرانها المسلمين، لأن الرابط بينهم أقوى من فتنة الدين أو الطائفية. وأضافت أن المسيحيين دافعوا عن إخوانهم المسلمين بسخاء في مشهد أدهش العالم، حتى أن بعض الإسرئيليين اعترضوا على القانون واتهموه بالعنصرية وإثارة التحريض! لم يبخل المسيحيون بدور عبادتهم من الكنائس لتحل محل المساجد لتعلى صوت الأذان التي تحاول إسرائيل إسكاته، تضامنوا مع صوت الحق فى حرية ممارسة العقيدة والمسلمين في ممارسة طقوس عقيدتهم رغم أنف الاحتلال وإجراءاته العنصرية القمعية. وخلصت الصحيفة إلى أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لم يكن قائما على أساس الصراع الديني، بل هو صراع سياسي من دولة احتلت الأرض واغتصبت مقدرات شعب، لكن إسرائيل بإجراءاتها تحاول ترسيخ مبدأ الصراع العقائدي والديني لتفرض واقعا طالما حاولت تثبيته، "الدولة اليهودية" حلم نتنياهو ويمينه المتطرف سيظل طامحا لتحقيقه بما ينذر بانفجار كارثة يصعب احتوائها. وفي الشأن الفلسطيني ، كتبت جريدة (الأهرام) تحت عنوان "حركة فتح على المحك الصعب" أن لا أحد ينكر أن حركة "فتح" لعبت دورا مهما في النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وترك العديد من قياداتها بصماتهم الناصعة، سياسيا وعسكريا، حتى أصبحت حتى وقت قريب القضية الفلسطينية بمثابة الأم في المنطقة، وساد اعتقاد أن تسويتها بطريقة عادلة كفيل بإطفاء الكثير من الحرائق الإقليمية، وعدم حلها يؤدى إلى مزيد من التوترات والصراعات. وقالت إن هذه الثنائية، أخذت تتراجع، في ظل تراكم المشكلات وتزايد الحروب والنزاعات، وتصاعد طموحات أو احباطات قوى مختلفة، ولم تعد في حسابات البعض الآن القضية الفلسطينية محورية، وتستحق بذل الجهود، والبحث عن مخرج مناسب للحل، وهو ما يستلزم انتباه جميع الحركات والفصائل الفلسطينية، للعمل إعادتها إلى وضعها الصحيح، ضمن أولويات واهتمامات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة. وأضافت الصحيفة أن هذا هو ما يدفع القيادات الوطنية إلى ضرورة التفاهم والتوافق حول رؤية محددة، تجمع الشمل، وتوقف نزيف الانقسام، والسعي بقوة نحو تحقيق مصالحة حقيقية، تجبر العالم على إعادة النظر في سلم الأولويات، لأن غلبة التقديرات الشخصية، وتنحية المعارضين للقيادة الحالية لحركة فتح، وغيرها من الحركات الفاعلة، كفيل بأن يرسخ الانطباعات السلبية السائدة حيال هذه القضية، حيث إذا كانت القيادات مختلفة فكيف سيتم التفاهم معها، عندما يحين الوقت للتباحث والتفاوض حول المصير النهائي؟ وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز إلى المنطقة الشرقية للمملكة وإطلاقه لمشاريع تنموية فيها تؤكد أن "مسيرة النماء والانتماء لا تتوقف (...) في ظل ظروف إقليمية ودولية غير عادية". وقالت إن تلك المسيرة كما خططت لها القيادة السعودية وتنفذها "تثبت بعد النظر في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولهدف واحد، وهو جعل المملكة في مقدمة الدول التي تضع مصلحة شعوبها في المقام الأول"، مؤكدة أن زيارة خادم الحرمين إلى هذه المنطقة تجسد متانة النسيج الاجتماعي السعودي رغم امتداد الوطن الجغرافي وترامي أطرافه. وتحت عنوان "التفقد المباشر والتلاحم المعهود" كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها أن زيارة خادم الحرمين إلى المنطقة الشرقية تبرز "اهتمام قيادة المملكة بكل الخطوات المتخذة من أجل تنفيذ المشروعات ذات الخدمات المباشرة للمواطن الذي يمثل أهم ثروات المملكة". وأشارت إلى أن خادم الحرمين سيدشن خلال زيارته التاريخية إلى المنطقة عددا من المشاريع التنموية "الضخمة والحيوية" والتي ستسهم في تنمية المنطقة ورخائها، ومنها افتتاحه لمركز الملك عبد العزيز الثقافي الذي "يمثل أحد المشروعات الحيوية لدعم التنوع الثقافي والمعرفي وترسيخ أبعاده في نفوس أبناء المنطقة". وفي الشأن الإقليمي، كتبت صحيفة (عكاظ) أن اعتراف طهران بمصرع أكثر من ألف مقاتل إيراني في سورية جاء بعد تكتم وإنكار ثم تهوين وتقليل من أعداد قتلاها، إلى أجبرها الحجم الهائل من خسائرها البشرية إلى هذا الإعلان الذي يخفي ما هو أكثر هولا في تدخلها الكارثي في الشأن السوري. وأضافت أن إيران استحضرت في "حربها القذرة من أجل الإبقاء على بشار الأسد جميع المكونات الطائفية العابرة للدول، القادمة بأحقادها التاريخية وغلها العقائدي لتقود حرب إفناء وتهجير ضد الشعب السوري المنتفض وضد مدن التاريخ والحضارة". واختتمت بالقول إن طهران "أدركت مع طول مدة القتال، أن هذه الحرب لم تكن نزهة ولا تسلية (...) ليضطر معها ملالي إيران إلى إعلان عدد القتلى الإيرانيين في سورية، وما لم يعلن يبقى هو الأعظم". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن تقارير منظمة العفو الدولية لا يمكن أن ينظر لها على أنها تقارير "حيادية"، معربة عن الأسف في ما يتعلق بالبحرين لكون مثل هذه المنظمات "تدافع عن (الإرهابيين) وتبرر لهم ممارسات العنف التي يقومون بها، ومساعي الانقلاب على الأنظمة، واستهداف بقية مكونات المجتمع". وكتبت الصحيفة أنه "لا يعقل أن تطالبنا مثل هذه المنظمات ب(احترامها)، والأخذ بتقاريرها، والوصول لمرحلة في التعامل (الحسن) معها، وهي تتجاهل كل الردود الرسمية التي تصلها من الأجهزة الشرعية في الدولة، وكلام ومواقف قوى المجتمع المدني المخلصة لبلادها، وهي تتنصل من تسجيل آراء المواطنين الذين تضررت حياتهم جراء مساعي الانقلاب وجرائم الإرهاب وعمليات الحرق والتكسير وقطع الطرقات". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن الجائزة التي منحتها منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) للملك حمد بن عيسى آل خليفة، تعد بمثابة "تكريم عالمي بارز وكبير لجلالته، وتكريم لتجربة البحرين الرائدة في المنطقة كلها"، مضيفة أن هذا التكريم هو قبل كل شيء، بمثابة تقدير عالمي لعاهل البلاد "كزعيم بارز قاد أكبر مشروع إصلاحي عرفته البحرين وعرفته المنطقة في تاريخها". وأشارت الصحيفة إلى أن البحرين تعرضت، ومازالت تتعرض، إلى "حملة تشويه كبرى في الخارج تقودها قوى سياسية وإعلامية معروفة ومشبوهة تتعمد التضليل لخدمة أجندات سياسية تخريبية"، مستطردة أن المملكة تمتلك من مصادر القوة ومن الإنجازات الكبرى ما يكفل فضح هذه الحملة، ومؤكدة أن "كل ما في الأمر هو أن العالم يجب أن يعرف حقيقة تجربة البحرين وحقيقة ما حققته وتحققه من إنجازات في كل المجالات". وبالأردن، ترى صحيفة (الرأي)، أنه ما زال في الأجندة العربية ما هو أسوأ ، وما زال في الجعبة من الخناجر ما يكفي للغدر والانتقام، خاصة في زمن يتحرك فيه الغرب نحو اليمين المتطرف العنصري المتشدد، لكن، تضيف الصحيفة، رغم كل هذا التدهور "لم نصل إلى قاع الهاوية بعد، وبإمكاننا أن نتمسك بالهوية العربية والدفاع عن قضايانا القومية وإنسانيتنا"، بعدما تكسرت موجة المد الفوضوي الدموي في سورية وتوقف الطوفان، رغم تحويل الصراع السوري الداخلي إلى مشكلة إقليمية وأزمة دولية لكثرة الدخلاء على خط الاشتباك، وغياب عدالة الشرعية الدولية. وتعتبر الصحيفة، في مقال، أن ما يجري في البر السوري الآن سيشكل الحد الفاصل بين تاريخين، بحيث أصبح من الممكن رد الطريق إلى مساره ومساقه الصحيح للوصول إلى حل سياسي يتحقق بالحوار والوعي والتوافق في إطار المسؤولية التاريخية، وبالتالي مشاركة كل الأطراف والأطياف والطوائف السورية المساهمة في صياغة مستقبلها الأفضل، والأهم، يقول كاتب المقال، وقف شلال الدم وإنهاء معاناة الشعب السوري، ووقف التدهور العربي العام. وفي موضوع آخر، أشارت صحيفة (الدستور)، في مقال، إلى أن حالة من الانتظار والترقب تسود "دول الأزمات" في المنطقة العربية، بل وتسود الإقليم برمته، لمعرفة ما الذي سيأتي به الساكن الجديد للبيت الأمريكي، حيث تسود حالة من التخمين والتكهن، المبنية على النزر اليسير من المعطيات والمعلومات المتعلقة بخلفية الرجل الذي قفز من "المجهول" إلى رئاسة أقوى دولة في العالم. وأضافت الصحيفة أن حالة الانتظار هذه، ليست ساكنة على الإطلاق، هي كذلك بالنسبة لبعض الدول والعواصم، بيد أنها تستبطن سبقا مع الزمن بالنسبة لأطراف كثر، سيما في الدولة المنكوبة بحروبها الداخلية وحروب الآخرين عليها (…)، حيث يسعى مختلف اللاعبين في استثمار لحظة انتقال السلطة في واشنطن، حتى آخر قطرة، إما خوفا من ترامب وإدارته، أو رهانا على ما يمكن أن يتكشف عنه من مواقف وتوجهات جديدة. أما صحيفة (الغد)، فكتبت في مقال بعنوان "الحكومة والنواب.. قبل أن يبلغا نقطة اللاعودة"، أن استمرار الوضع القائم حاليا، والمتمثل في انحدار الثقة الشعبية بالسلطتين، وفي هذا الوقت المبكر من عمرهما، يعني أن الحكومة والنواب سيبلغان القاع في غضون أشهر قليلة وستكون لهذا الأمر انعكاسات سلبية على نظرة الأردنيين لمستقبلهم. وأضافت أن نتائج الاستطلاع الأخير لمركز الدراسات الاستراتيجية تعطينا مؤشرا على ذلك، حيث نسبة الذين يعتقدون أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطىء في ارتفاع، وأن توقعات التيار العريض من المواطنين متشائمة حيال أوضاعهم الاقتصادية في الأشهر المقبلة، لافتة إلى أنه يتعين على الحكومة والنواب، وبعد أن يطويا صفحة الثقة، أن يفكرا في مراجعة خطواتهما للمرحلة المقبلة، في ضوء نتائج أول امتحان لشعبيتهما. وفي قطر، توقفت كل من (الراية) و(الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيات أعدادها اليوم الخميس، عند الدعم القطري المتواصل للبنان وتقدير الجانب اللبناني على أعلى مستوى لهذا الدعم، وذلك في سياق زيارة وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى لبنان ومباحثاته مع عدد من المسؤولين اللبنانيين وتسليمه رسالة خطية من أمير دولة قطر للرئيس العماد ميشال عون يدعوه فيها الى زيارة الدوحة، والتفاعل الإيجابي الذي لقيته لدى الرئاسة اللبنانية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية)، تحت عنوان "دعم قطري متواصل للبنان"، أن زيارة المسؤول القطريللبنان ورسالة أمير دولة قطر "جاءت تأكيدا للدعم القطري للشعب اللبناني وترحيبا بعملية انتخاب الرئيس والمسار السياسي الراهن بلبنان"، مضيفة أن "تأكيد فخامة الرئيس عون حرص بلاده على متانة العلاقات القطريةاللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات ومع سائر الدول العربية على وجه العموم جاء تقديرا للمواقف القطرية الإيجابية الداعمة والمساندة للبنان". وتعزيزا لهذا المسار السياسي التوافقي للبنان، شدد كاتب الافتتاحية على أن "المطلوب من التيارات السياسية والطوائف اللبنانية المختلفة العمل معا من أجل تسريع تشكيل الحكومة الجديدة لكي تعود عجلة الحياة إلى لبنان، وليعود إلى سابق عهده مستقرا سياسيا وأمنيا وجاذبا للسواح الخليجيين". وتحت نفس العنوان، أكدت صحيفة (الشرق) أن "قطر حريصة أشد الحرص على استقرار لبنان الشقيق، ودعم عودة الحياة إلى مؤسساته الدستورية والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري، والانتقال إلى مرحلة الاستقرار والازدهار حتى يعود لبنان فاعلا متفاعلا مع محيطه العربي". واعتبرت صحيفة (العرب) أن زيارة المسؤول القطري "الأولى لوزير خارجية خليجي إلى لبنان بعد انتخاب الرئيس عون، حملت أكثر من دلالة بشأن تقوية العلاقات القطريةاللبنانية، والدور الذي يمكن أن تساهم به الدوحة، باعتبارها ملتقى للحوار بالشرق الأوسط، في دعم لبنان وترسيخ الاستقرار فيه". وتحت عنوان "قطر ودعم الاستقرار في لبنان"، سجل كاتب الافتتاحية أن قطر "تقف كعادتها على مسافة واحدة من جميع الأطياف السياسية اللبنانية، وتؤمن أن قوة لبنان في وحدة جميع أبنائه"، مذكرا بنجاح وساطة قطر في دجنبر 2015 في إطلاق سراح 16 من الجنود اللبنانيين المحتجزين في "جرود عرسال" من غشت 2014 مقابل 25 أسيرا ، بينهم 17 امرأة وأطفالهم. ومن جانبها، ركزت صحيفة (الوطن) على أهمية العمل الخليجي المشترك في مسيرة جهود دول مجلس التعاون الخليجي السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وذلك في سياق الاجتماع الدوري لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول المجلس، الذي اختتم أمس اعماله بالمنامة، بإعلان التضامن الكامل مع السعودية في مجابهة الأعمال الإرهابية، خصوصا العمل الإرهابي الآثم لاستهداف مكةالمكرمة، وكذا الرفض القاطع لإصدار الكونغرس الأمريكي لتشريع "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب" (جاستا)، لمخالفته للمبادئ الثابتة في القانون الدولي. وتحت عنوان "تضامن خليجي في مجابهة التحديات"، جدد كاتب الافتتاحية تثمين هذه "المواقف التضامنية الراسخة على مستوى دول «التعاون»، والتي تثبت دوما استمرار صرح مجلس التعاون الخليجي بمؤسساته المختلفة قويا وشامخا"، مضطلعا بأدوار كبيرة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ومتفاعلا مع كافة التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وبلبنان، اهتمت الصحف بزيارة المسؤولين الخليجيين الى بيروت بعد انتخاب رئيس البلاد في أكتوبر الماضي، إذ تحدثت (المستقبل) عن زيارة موفد خادم الحرمين الشريفين أمير مكة الأمير خالد الفيصل، مؤخرا، وما جسدته من ثقل وازن في ميزان الاحتضان العربي للعهد اللبناني الجديد، إلى زيارة موفد أمير قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، وما كرسته من حرص خليجي متفاعل على إعادة الزخم للعلاقات العربية - اللبنانية، وصولا إلى ما سيليهما من زيارات مماثلة في الأهداف الداعمة لاستنهاض الدولة في لبنان، مرورا بانعقاد مؤتمر اتحاد المصارف العربية اليوم في بيروت وما سيعقبه من انعكاسات ومؤشرات مالية واقتصادية إيجابية بدأت طلائعها تلوح في الأفق الوطني استثماريا وتجاريا وسياحيا. وعلقت بالقول إنه مسار واحد بخلاصة بديهية واحدة تؤكد انقشاع "غيمة الصيف" التي مرت في فضاء العلاقات الرسمية بين لبنان ومحيطه العربي، ليعود معها إلى كنف العرب، مستعيدا بعد انقشاع مرحلة "الضياع" الرئاسي تموضعه الطبيعي المتماهي مع تاريخه العروبي والمتباهي بهويته العربية. أما (النهار) فاعتبرت أن زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس لبيروت، اتخذت "بعدا بارزا" للإحاطة الخليجية بالوضع في لبنان منذ انتخاب رئيس الجمهورية، وهي التي أتت بعد يومين فقط من زيارة الموفد الملكي السعودي أمير مكة خالد الفيصل للبنان. وقالت إن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أكد خلال استقبال الوزير القطري أن "الحراك الخليجي تجاه لبنان" يدل على انفتاحه في اتجاه العودة الى لبنان الذي لم يتركه أساسا، لكن الازمات المتعاقبة في الداخل اللبناني وبخاصة الفراغ أصلت لبنان الى الضياع، مضيفا أنه وبعد انتخاب الرئيس عون بات هناك أمل وعاد الامل لدى الخليجيين بان لبنان "يتعافى". من جهتها، اهتمت (الجمهورية) بمشاورات تشكيل الحكومة مشيرة الى أن المخاض الجاري على تجاوز حقل التعقيدات التي برزت في طريق تشكيل الحكومة، لن يطول أمده، وبالتالي، تصبح الحكومة على وشك الولادة، وخلال فترة لا تتجاوز آخر الشهر الجار. وقالت إن لبنان يستمر مع انطلاقة العهد الرئاسي الجديد، "محل استقطاب عربي ودولي"، والذي تجلى أمس برسالة قطرية مباشرة عبرت عنها زيارة وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.