اهتمت الصحف الصادرة اليوم الجمعة في منطقة شرق أوربا بانتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة والوضع على الحدود التركية العراقية علاوة على قضايا أخرى. ففي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بانتخاب الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وذكرت (كاثيمينيري) أنه على بعد أشهر من الخروج البريطاني من الاتحاد الاوربي ينتخب رئيس أمريكي بدون تجربة سياسية ويشكك في المعاهدات الدولية الهامة وايضا في دور حلف شمال الاطلسي ما يقوي انحراف السياسات الامريكية الى الانعزالية والحمائية. وأضافت أن الرئيس اليوناني بعث رسالة تهنئة لترامب ذكر فيها أن العلاقات بين البلدين قديمة وترتكز على القيم المشتركة للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، كما بعث رئيس الوزراء رسالة تهنئة مماثلة تحدث فيها عن روابط الصداقة التقليدية بين البلدين المرتكزة على قيم الديمقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الانسان. صحيفة (تو فيما) كتبت أنه في الدول المتقدمة على الاقل حيث تمثل المؤسسات الديمقراطية الاسس المنظمة للمنظمات الاجتماعية أظهر انتخاب رجل ديماغوجي صلب على رأس أكبر ديمقراطية في الغرب كم هي هشة تلك الأسس. وأضافت أن دونالد ترامب أظهر مناعة تجاه مختلف الهجمات التي تعرض لها إذ تجاهل الناخبون كل شيء من معتقداته الصادمة تجاه حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية وغيرها، وإن كان في خطابه لإعلان فوزه بدا موحدا وتحدث عن القيم الامريكية لكن لا أحد يعلم كيف سيتصرف حال تسلمه السلطة. وقالت الصحيفة بكل تأكيد أن انتخاب ترامب ليس تطورا إيجابيا بالنسبة لليونان فالاستثمار الكبير لحكومة رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس على إدارة أوباما في المساعدة على تسوية ديون اليونان والتخفيف منها لا يبدو انه سيمضي كما كان متوقعا بما أن ترامب لم يتحدث عن اليونان الا ليقول ألا شأن لنا بها وأن اليونان مشكل الماني أو روسي. وأضافت الصحيفة أن الزيارة المرتقبة لاوباما الى اليونان منتصف الشهر الجاري لا يبدو انها تكون في مصلحة البلاد. وفي بولونيا كتبت (ذي تايمس) ان انتخاب ترامب يأتي في وقت يستعد فيه حلف شمال الأطلسي لوضع بضع مئات من الجنود تحت أهبة الاستعداد تحسبا لأي هجوم روسي. ونقلت الصحيفة عن ادام طومسون السفير البريطاني الخارج لدى الحلف أن قدرة الرد جاهزة ب 300 الف جندي في حدود شهرين وأن تجميع هذه الأعداد تتطلب حاليا فقط يومين. وأبدى الأمين العام للحلف في تصريحات نقلتها الصحيفة قلقه من التزايد المستمر للنفقات العسكرية الروسية منذ العام 2000 واستخدامها للقوة تجاه بعض جيرانها. ولاحظت الصحيفة أن ترامب قبل انتخابه ادلى بتصريحات لفائدة تخفيض القوات تحت لواء حلف شمال الاطلسي فيما كانت أمريكا تحت حكم اوباما أعلنت ارسال فيلق امريكي مدرع لاوربا الشرقية والوسطى. من جهتها كتبت (غازيتا ويبروفسكا) أن السياسة الخارجية لترامب يبدو أنها قفزة كبيرة نحو المجهول، بما أن الخطاب الذي استخدم خلال الحملة الانتخابية للملياردير الأمريكي كانت ضبابية وقاسية ومتناقضة. وبحسب الصحيفة فإن الخبراء يعتبرون ترامب رديفا للانعزالية ولتحطيم العمل السياسي، مضيفة أنه تحت ترامب يمكن للولايات المتحدة أن تخرج من دورها كزعيم للنظام الدولي الغربي مع احتمال حدوث تحالف بين الادارة الامريكيةالجديدة والادارة الروسية. وفي تركيا كتبت (ستار) أن أنقرة لن تسمح بتواجد المنظمة الارهابية حزب العمال الكردستاني بسينجار شمال العراق مجددا التأكيد أنها تولي دائما أهمية متزايدة للوحدة الترابية للعراق بالنظر للعلاقات التاريخية بين البلدين. وأضافت نقلا عن وزير الدفاع فكري ايسيك أن أي نشر للقوات التركية في العراق يجب تسويته بالحوار، مشيدة بالتقدم المحرز لتحرير الموصل من قبضة مقاتلي داعش. وقالت الصحيفة إن القوات التركية بمعسكر بعشيقة شمال العراق هدفها تطهير المنطقة من المنظمات الارهابية وخصوصا داعش ولن تكون في حاجة لنشر قوات تركية في حال تحقيق الامن والاستقرار في العراق. صحيفة (الحرية ديلي نيوز) ذكرت أن حزب ديمقراطية الشعوب (المقرب من الاكراد) سيرفع دعوى أمام المحكمة الأوربية لحقوق الانسان في حال استنفاذ جميع السبل القانونية في تركيا بخصوص ملف النواب البرلمانيين الاكراد المعتقلين بتهم دعم الارهاب. واضافت الصحيفة ان الحزب استأنف قرار اعتقال عشرة برلمانيين يوجدون حاليا رهن الحبس لاحتياطي في انتظار محاكمتهم . صحيفة (ييني شفق) كتبت أن ترامب هو رئيس أمريكاالبيضاء. هو الممثل الشعبي للموجة الفاشية التي نمت في أمريكا وطرقت على سواحل أوربا. رئيس يحمل أبعاد الحرب الباردة تجاه الإسلام والمسلمين. وسيدخل روسيا والشرق الأوسط تحت إدارته. وأضافت أنه مهما كانت شخصيته فلديه خياران فقط. إما أن يغلق أمريكا إلى داخلها أو يدير أمريكا بشراسة أكثر مثل أسرة بوش والمحافظين الجدد، وقالت نحن في زمن قساوة السياسات الدولية. حتى لو كان يبدو لدينا أن الفوضى والنزاعات في الشرق الأوسط فقط ولكن الحقيقة هي أن العالم يسوده حرب مسترة. ولا يمكننا تخمين مكان انفجار هذه الحرب المستمرة. ومضت الصحيفة أن المواطن الأمريكي انتخب ممثلا له ذي طباع مزاجية وغير عادية وكان اختياره بناء على الوضع العالمي الراهن. لأننا نعيش في زمن سادته الحالات الغير عادية. ولو لاحظتم لتجدون أن الموجة نفسها تؤثر على الدول الأوربية. ففي الانتخابات الأوربية نجد أن التطرف اليميني يرتفع والعنصرية تزداد قوة وهكذا سيتسمر الوضع.