احتفاء بالأسبوع العالمي للصم الذي يصادف 25 شتنبر من كل سنة، احتضن مستشفى خليفة بن زايد آل نهيان بالدارالبيضاء لقاء علميا للتعريف بالدور الفعال الذي يضطلع به مركزه الجديد المنجز أساسا للتكفل الشامل بالأشخاص المصابين بإعاقة الصمم. وبالمناسبة، نوه الدكتور خالد السنوسي أحد افراد الطاقم المشرف على المركز، بالمجهودات المبذولة من طرف المستشفى، والتي مكنت من إخراج هذا المركز إلى حيز الوجود منذ نحو خمسة أشهر، وذلك إسهاما في تعزيز الخدمات التي تقدمها باقي المراكز المعنية على صعيد المملكة، بدءا من الحملات التحسيسية الوقائية، وصولا إلى مرحلتي التشخيص والعلاج من هذه الإعاقة التي تصنفها منظمة الصحة العالمية في المرتبة الثالثة عالميا. وأضاف السنوسي في تصريح صحفي، أن المركز، الممتد على مساحة 250 مترا مربعا، بات يتوفر بفضل هذه الجهود، على كافة التجهيزات والتقنيات الضرورية، فضلا عن الكفاءات البشرية المؤهلة لمساعدة المرضى من مختلف الأعمار، على استرجاع حاسة السمع والاندماج بشكل عادي في المجتمع. وأبرز أن المركز يحرص عقب إجرائه لعمليات زرع القوقعة على تعقب الحالة الصحية للمريض، حتى يستعيد عافيته وقدراته الحسية، وذلك من خلال الترويض على النطق والدعم النفسي لفائدة المريض وعائلته، مع المساعدة على الدمج المدرسي، مشيرا إلى استفادة نحو 92 طفلا و4 أشخاص بالغين من عمليات زرع القوقعة حتى الآن. وشدد المتحدث أيضا على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف المراكز المعنية بمحاربة الصمم، والعمل على استيعاب الكم الهائل من المصابين، الذي يقدر سنويا بنحو 900 حالة جديدة، مشيدا في هذا الصدد، بمساهمات الجهات الداعمة من جمعيات المجتمع المدني والمحسنين، في تخفيف الكلفة الباهظة للعمليات الجراحية على الأسر. كما حث على ضرورة تجنب زواج الأقارب الذي غالبا ما يكون السبب بنسبة تزيد عن 50 في المائة في الإصابة بداء الصمم وغيره من الأمراض، وذلك لتفادي الإصابة بالمرض والتكاليف الباهظة التي تتطلبها عملية زرع القوقعة. يذكر أن هذا المركز المسمى "مركز الصمم الدارالبيضاء"، يتوفر على فريق متكامل يضم طبيبين اختصاصيين في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، وطبيبتين اختصاصيتين في معالجة النطق، واثنتين للعلاج النفسي والحركي، وطبيبة نفسانية وأخرى مختصة في طب الأطفال، فضلا عن أطباء في اختصاصات متنوعة يتم الاستعانة بهم عند الحاجة (القلب الكلي والجينات...).