شهدت السنة الجارية بالولايات الامريكيةالمتحدة، مجموعة من عمليات إطلاق النار على رجال الشرطة، في عدة ولايات أمريكية، كانت أعنفها تلك التي شهدتها مؤخرا مدينة دلاس، ليطفو نقاش الثقة المفقودة بين الشرطة الأمريكية، وفئة عريضة من الأمريكيين السود. صبيحة السبت عرفت حالة استنفار بمدينة فيلادلفيا، بعدما أطلق شخص النار على شرطية كانت تجلس في سيارة الخدمة، وبدون مقدمات، أطلق عليها 15 رصاصة، أصابتها في أنحاء مختلفة من جسدها، بينما تصدى الواقي للرصاصات المتجهة نحو الصدر؛ واعتبرت حالتها مستقرة. بعد ذلك تدخلت سيارات شرطة كانت قريبة من عين المكان، وقامت بتمشيط المنطقة بحثا عن الجاني، الذي فر راكضا إلى إحدى الحانات، وأطلق عيارات نارية، أصابت رجل أمن كان في بوابة الحانة، ثم اختطف سيدة اتخذها رهينة، في محاولة يائسة، لصد مطاردة الشرطة له. وأثناء تنقله، صادف سيارة بيضاء بداخلها شخصين، فوجه مسدسه نحوهما، وأطلق منه عيارات أصابت السائق إصابات بليغة، ووصفت حالته بالخطيرة، أما مرافقة السائق، فلم يترك لها حظا في النجاة، حيث أصابها بطلقات قاتلة، أردتها ميتة على الفور. ضحية أخرى ستنضاف إلى اللائحة، الأمر يتعلق بحارس أمن بجامعة بنسلفانيا، انضم إلى رجال الشرطة في محاولتهم توقيف الجاني، وقد أصيب بطلقة نارية في رجله، دون أن تشكل تهديدا على حياته. وبعد وصول تعزيزات أمنية، تم تطويق الجاني في إحدى الشوارع، ليتم إسقاطه برصاصات قاتلة، أعلنت عن نهاية مسلسل دموي شهدته شوارع فيلادلفيا صبيحة يوم السبت، راح ضحيته اثنين، وأصيب خمسة بجروح متفاوتة الخطورة، حسب شرطة المدينة. رئيس شرطة فيلادلفيا، ريشارد روس، قال في تصريح لوسائل الإعلام، "لا نعرف ما هي إديولوجية هذا الشخص، ولا كيف يفكر، لعلها مجرد كراهية في حق الشرطة". وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن الجاني ترك رسالة عبر فيها عن كرهه الشديد للشرطة. بعد هذا الحادث، طلبت إدارة الشرطة من أعوانها، القيام بدوريات ثنائية، حتى يتسنى لهم مساندة بعضهم البعض، عند حالات اعتداء مشابهة لتلك التي واجهتها زميلتهم وهي تقوم بعملها بشكل فردي. وجدير بالذكر، أن السنة الجارية شهدت مجموعة من العمليات الهجومية على رجال الشرطة الأمريكيين، أثناء مزاولتهم مهامهم الوظيفية، حيث سقط في شهر يوليوز الماضي، 5 من رجال الشرطة بمدينة دالاس، خلال تظاهرة احتجاجية، بينما قتل 3 آخرون في مدينة باطون غوج، 10 أيام بعد ذلك.