بلغ التنسيق بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية إلى مستويات كبيرة من الانسجام؛ ذلك ما أعلن عنه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب "المصباح"، الذي حلّ ضيفا على وزراء حزب "الكتاب" عند تقديمهم لحصيلة عملهم الحكومي، اليوم الاثنين، بمدينة الصخيرات. وكشف رئيس الحكومة، الذي حضر للقاء التقدميين رفقة عدد من وزرائه وقيادات حزبه، بعد تعذر عقد لقاء لكل مكونات الأغلبية الحكومية، أن "هناك اتفاقا بين الحزبين على أن يكونا معا في الحكومة المقبلة أو تجمعهما صفوف المعارضة"، مسائلا مناضلي حزب "الكتاب" حول ما إذا كان لهم موقف آخر من هذا القرار الذي اتخذه رفقة أمينهم العام؟ بنكيران، وهو يعدد محاسن "رفاق بنعبد الله"، سجّل "أن الاستمرار في المسار لمدة خمس سنوات يعد نجاحا للتجربة الحالية، وهذا اعتزاز للعلاقة التي تجمع بيننا والتي تعد علاقة خاصة"، مبرزا أن "التقدم والاشتراكية كحزب سياسي ساهم في شيء وطني عظيم.. ليس فقط على المستوى المغربي؛ ولكن الأمر وصل إلى العالمين العربي والإسلامي". "نحن مختلفان، ولكن الظروف التي كانت فيها البلاد سنة 2011 جعلتنا نلتقي، واتفقنا على أن نكون في الموقع الذي يدفع باستقرار المغرب مهما كلف الأمر حزْبينا"، يقول رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية، الذي سجل أن "تطور الأمور دفعنا إلى نشارك في الحكومة مع بعض التحفظ منهم"، مشيرا إلى أن "اشتغالنا المشترك أعطى نتيجة هو كوننا متفقين على بعض الأمور، بالرغم من اختلاف الإيديولوجيا؛ لأن الأساس بالنسبة إلينا هو خدمة الوطن بالمعقول، وليس جمع الثروة". وغلّب رئيس الحكومة لغة الثناء، وهو يتحدّث "عن شيوعيي المملكة"، بالقول "التقدم والاشتراكية يتميز بالدفاع عن المستضعفين وهو من صميم ديننا؛ بالرغم من أننا نضيف بعض الأمور الروحية"، موضحا أن "الحزب يقف دائماً في المواقف الصعبة، ولا يتجه نحو الشعبية أو الشعبوية". واستشهد بنكيران، في هذا السياق، على مواقف الحزب بالتأكيد أنه "تحمل المسؤولية في بعض القرارات الحكومية الصعبة، ولولا تأشيره عليها ما كانت لتمر"، مضيفا أن "ما أنجزته الحكومة يشبه الخيال؛ لأن الخصوم ليسوا بالسهولة، ولا يريدون من يمارس السياسة بالوضوح لأن ذلك يكشف وجوهم". وحول العلاقة التي تجمعه بوزراء التقدم والاشتراكية، قال رئيس الحكومة: "تعاملت مع الإخوان بالاحترام اللازم، وكنت أقف إلى جانبهم في بعض القضايا التي يمكن أن تواجههم كلما احتاجوا إلى ذلك؛ ولو على حساب وزراء حزب العدالة والتنمية"، مشددا على أن "الخلاف بيننا لم يكن دراماتيكيا، ومن يعارضون الحكومة لم يتركوا لنا فرصة للخلافات بقدر ما وحدونا للتعاون وخدمة البلاد في المعقول؛ وهي الكلمة التي تجمعنا".