يزيد إجراء التعديلات المناسبة على الوصفة الغذائية من احتمالات الإنجاب لدى الرجال والنساء، وفقا لخبراء المعهد الطبي الأوروبي للسمنة (إميو)، الذين أعدوا خلاصة بمعايير تستهدف زيادة الخصوبة عند الوالدين. ويشير روبين برافو خبير العلاج بالطبيعة في التغذية بمعهد (إميو) "في الوقت الذي نبدأ فيه طرح فكرة الحمل، وفضلا عن تقليل مستويات الضغط، لا بد من إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي، مع الوضع في الاعتبار أن آثاره الإيجابية على الإخصاب ستؤتي ثمارها اعتبارا من الشهر الثالث". وبحسب المعهد، هناك أدلة علمية كافية على الربط بين كفاءة السائل المنوي والبويضات والتعرض المستمر لمواد كيميائية على المدى المتوسط والقصير. وفي الغالبية العظمى من الأغذية التي يتم تناولها يوميا، نجد جرعات صغيرة من المنتجات الكيميائية التي قد تضر عبر تجمعها معا ولفترات استهلاك ممتدة، بالإخصاب والقدرة على الإنجاب، بحسب ما يضيفه خبراء المعهد المذكور. وتوصي أخصائية الأنظمة الغذائية بمعهد (إميو) أندريا ماركيس ب"التزام الحيطة تجاه الفواكه والخضروات المعرضة لمبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية، المستخدمة من أجل وقاية المزروعات". وتقول ماركيس في تصريحات لوكالة (إفي) إننا إذا كنا نرغب في تجنب تلك الخضروات والفاكهة، فإن الخيار الأول يكمن في "اختيار منتجات الزراعة العضوية، التي نضمن بها الجودة وغياب المواد الكيميائية الضارة، حتى لو كانت نسبة التنوع والعمر الافتراضي للمنتج أقل، وسعره أغلى". وتضيف "خيارنا الثاني إخضاع الفاكهة والخضروات دائما لعملية غسيل بالكثير من المياه الجارية مع حكها بفرشاة ناعمة أو باليدين". وبالنسبة لماركيس هذه هي الطريقة الأفضل لتنظيفها، "بالنظر إلى أن الصابون والمبيضات، إذا ما كانت الخضروات والفاكهة كثيرة المسام، ستتوغل وتختلط بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، مما يصعب من إخراجها". الغسيل أفضل من التقشير: وتحذر الخبيرة من أن الكثير من الأشخاص "يفضلون تقشير قطع الفاكهة والخضروات، لكنهم يتناسون أنهم بهذه الطريقة سيفقدون 80 بالمائة من موادها الغذائية، التي عادة مما تتركز في القشرة الخارجية". كما توصي الأزواج الساعين للإنجاب أو الذين يخضعون لعلاج من أجل التخصيب "بالحذر من لحوم الحيوانات التي تعرضت لهرمونات، مثل الدجاج الذي يتم زيادة حجمه أو لحم الماشية". وتوضح ماركيس "الخيار الأفضل هو تناول لحوم الماشية والطيور التي تتغذى على الزراعة العضوية، حيث لا يتم استخدام منتجات كيميائية، أو كائنات معدلة وراثيا". كما أن محتويات المعلبات والأغذية المحفوظة في أوعية بلاستيكية، التي قد تحتوي على معدلات أكبر من البيسفينول إيه، هي من بين المنتجات الأخرى التي يجب على النساء والرجال مراقبتها إذا ما كانوا يتطلعون إلى إنجاب أطفال، وفقا لأخصائية التغذية بمعهد (إميو). وبحسب ماركيس فإن "البيسفينول إيه مادة كيميائية قادرة على تغيير التوازن الهرموني والتأثير على المنظومة الإنجابية، سواء لدى الرجال أو النساء"، لذا فإنه من الموصى به خلال الحمل أو تناول علاج من أجل التخصيب تجنب تناول الأطعمة المعبأة أو المحفوظة في البلاستيك. وأبرزت "لو كنا نتناولها بشكل معتاد، من الموصى به استبدالها بأخرى معبأة في زجاج، وكذلك استخدام زجاجات من الكريستال كلما كان ذلك ممكنا، وعدم تسخين البلاستيك في الميكرويف، أو اللجوء لأدوات بلاستيكية من أجل الطبخ". كما توصي ماركيس من يحلمون بالإنجاب بتجنب مادة الأكريلاميد التي تتسلل إلى نظامنا الغذائي عبر قلي الكربوهيدرات. وتوضح "هذه المواد الكيميائية قد تتشكل في أغذية مختلفة مطهية في حرارة تبلغ أكثر من 100 درجة مئوية، وهي معتادة أكثر في الكربوهيدرات، مثل البطاطس المقلية، رغم أنها قد توجد أيضا في غشاء الخبز، وحبوب الإفطار وحبوب البن المحمص". تقليل الكافيين: وفيما يتعلق بالكافيين، تشير ماركيس إلى عدم وجود دليل علمي كاف واضح على وجود آثار جانبية لها على الإخصاب، "رغم أنه قد تم إثبات أنها قد تؤثر على حركة السائل المنوي عند الرجال، وتقلل من نشاط قناة فالوب عند النساء". لذلك، وبحسب الخبيرة فإنه "من الموصى به تقليله أو التخلص منه، إذا كان الزوجان يعانيان من مشكلات في الإخصاب، وعدم تناوله بكثرة وقت الحمل، بالنظر إلى أن المبالغة فيه قد تتسبب في عمليات إجهاض مبكر، وتغيرات فسيولوجية صغيرة عند المولود". وتتابع "من المؤكد أن هذه البيانات تتوافق مع معدلات مرتفعة لتناول القهوة خلال فترة الحمل (بين 6 إلى 8 فناجين يوميا)"، كما تنصح أيضا بأنه خلال فترة الحمل "لا يجب أن يزيد الاستهلاك عن 150 إلى 200 ميلليجرام من الكافيين يوميا، ما قد يعادل فنجانا أو فنجانا ونصف من القهوة يوميا، أو فنجانين من الشاي، أو فنجانا من القهوة إلى جانب مشروب مرطب يحتوي على كافيين". وهي تحذر من جانب آخر من أن "السيدات اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض، من الجوهري بالنسبة لهن تجنب ارتفاع نسبة الإنسولين في الدم، ومن ثم يوصى بالاقتصاد في تناول الطحين المكرر". ويتسبب الطحين المكرر، الذي يعد عنصرا أساسيا في منتجات عادة ما يتم استخدامها مثل الخبز الأبيض أو صناعة المعجنات أو بسكويت الإفطار، في "ارتفاع نسبة الإنسولين في الجسم لأنها فقدت أليافها كما أنه عادة ما تضاف إليها مواد سكرية"، وفقا لإخصائية التغذية. ولتجنب الارتفاع في نسبة الإنسولين، توصي ماركيس بتناول المنتجات المعدة من دقيق القمح الكامل (الخبز والمعكرونة وحبوب الإفطار) من أجل "الاستفادة بقدر أكبر من الفيتامينات والمعادن والألياف، التي سيبطئ وجودها من عملية امتصاص السكر". وفيما يتعلق بالكحوليات، تشير الخبيرة في تصريحاتها لوكالة (إفي) إلى أنه "عندما يقرر زوجان الإنجاب، فإنه لا بد من تقليل استهلاك الكحوليات لما لا يزيد عن كأس من النبيذ أو من الجعة، مع التوقف عن تناول المشروبات المقطرة، كما يجب التخلي عن الأمر تماما في حالة التأكد من حمل الزوجة". وتوضح ماركيس أن "هذا الأمر يعزى من جانب إلى أن تناول الكحول يقلل من الخصوبة، ومن أخرى إلى أن تأيض الجنين للكحول يتم بشكل أبطأ، لذا قد يتسبب له هذا في مشكلات عديدة مثل النشاط المفرط أو الكحول الجنيني". أطعمة لتحسين الخصوبة: من أجل زيادة فرص الحمل، توصي أندريا ماركيس بما يلي: - زيادة تناول الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الجزر وعنبية حادة الخباء والطماطم والبروكلي والكرنب. - زيادة تناول الأحماض الدهنية أوميجا 3 المتوفرة في الجوز والسمك الأزرق. - إضافة بروتينات حيوانية إلى قائمة الطعام لما تحتوي عليه من حديد، مع تناول الدجاج العضوي واللحوم الحمراء (مرة أسبوعيا) وفواكه بحرية مثل المحار وبلح البحر والأصداف البحرية. - ضمان توفر قدر مناسب من الكالسيوم عبر التناول اليومي للبن نصف دسم، والزبادي والجبن الطازج خفيف الملح. - الحفاظ على مستويات مناسبة من حمض الفوليك –المتوفر في الخضروات ذات الأوراق الخضراء والحبوب الكاملة والبقول- قبل وأثناء فترة الحمل. - إدراج أطعمة محفزة للشهوة الجنسية مثل الموز وفواكه الغابات والشوكولاتة الداكنة، وكذلك الفانيليا والقرفة وتناول شاي الدميانة. - تقوية الخصوبة الذكورية بمواد تحتوي على الزنك (السمك والمحار والبيض ومنتجات الألبان) والفيتامينات (الحمضيات والفواكه والطماطم والكيوي) والسيلينيوم (الحبوب الكاملة والفواكه الجافة).