تمكنت فرقة الإنقاذ من انتشال جثة مهاجر مغربي لقي مصرعه داخل حفرة أعدها بنفسه بحثا عن كنز يفترض أنه مدفون بمكان الواقعة، وذلك بمنطقة "بالديري" ضواحي مدينة "Zamora" الإسبانية، التابعة ترابيا لمحافظة "كاستيا إي ليون"؛ حيث كان يقوم بمهام الرعي رفقة صديق له في مزرعة بالقرية المذكورة، كما أنه "قضى سنة ونصف السنة في عملية الحفر والتنقيب عن الكنز في باطن الأرض"، وفق تصريح زميله. وأكد نائب مندوب الحكومة المحلية ل"كاستيا إي ليون"، خيرونيمو غارثيا بيرميخو، في تصريح لقناة "Antena3" الإسبانية، أنه قام بزيارة تفقدية إلى المنطقة للوقوف على سير عملية البحث وانتشال جثة المتوفى الذي غاب عن الأنظار منذ ليلة يوم الاثنين، مضيفا أن "عناصر الشرطة المحلية، مرفوقة بسيارة إسعاف، حضرت إلى مكان الحادثة، بتبليغ من صديقه الذي سمع صوت أنين باهت آت من داخل الحفرة". وتبعا للمصدر ذاته، فإن فرق الإنقاذ استعانت في عملية الإغاثة بجرافات لتوسيع قطر الحفرة قصد تسهيل عملية إخراج جثة الهالك، مردفا أن "هذا الحدث الغريب وغير المسبوق خلف صدمة كبيرة لدى ساكنة المنطقة التي تجهل بوجود هذا البئر البالغ عمقه 10 أمتار، والذي أحدثه الراعي المغربي على امتداد 18 شهرا بمساعدة صديقه، وذلك بعدما أخبرهما مالك الضيعة بأن كنزا قديما مدفون بالمنطقة". وبحسب ما أوردته صحيفة "إلموندو" الإسبانية، فإن "فرقة الإنقاذ استغرقت أزيد من 21 ساعة لإخراج جثة المواطن المغربي الذي أقدم على إحداث بئر ضيق مستعينا في ذلك بآليات بدائية لتجنب إثارة انتباه ساكنة المنطقة، وكذا مسؤولي بلدية Zamora، كما ترك هاتفه وملابسه وبعضا من أغراضه الشخصية بجانب الحفرة قصد إتمام عملية التنقيب عن الكنز، أملا في تحسين وضعية أسرته وضمان مستقبله". وزادت "إلموندو" أن سبب الوفاة ناتج عن نقص في نسبة الأكسجين، الأمر الذي تسبب له في إغماء نظرا لعمق وضيق الحفرة التي تطلبت استعمال جرافات لتوسيع قطرها وإزالة الحصى والأثربة، قبل أن تتمكن فرقة الإنقاذ من انتشال جثة المواطن المغربي مساء أمس الأربعاء، فيما عزى مندوب الحكومة المحلية لمحافظة "Castilla y Léon" سبب وفاة الراعي المغربي إلى "تعاطيه لمواد مخدرة"، على حد قوله.