يستمر المغرب في تواجده ضمن قائمة الدول الحائزة على جائزة "حالة إفريقيا"، وهو إصدار سنوي تنشره مجلة "جون أفريك"، ويعنى بتقييم تنمية دول القارة بالنظر إلى مستوى الحكامة وأدائها الاقتصادي والاجتماعي. وقد حصل المغرب في نسخة 2011، التي صدرت الإثنين 16 ماي والتي تتطرق إلى منجزات السنة المنصرمة، على نقطة إضافية في الترتيب مقارنة بدورة 2009 ليتمكن بذلك من الحصول على المركز الثالث بعد جزر الموريس وجنوب إفريقيا. وقد حصلت تونس على المرتبة الرابعة والجزائر على الخامسة، فيما احتلت مصر المرتبة الثامنة وليبيا المركز الخامس عشر. هذا وبقيت الصومال، التي تعاني من حرب أهلية دامت سنوات، في المركز الأخير (53). ولدى تطرقها لأداء المغرب، أبرزت الأسبوعية الإصلاحات الدستورية الهامة التي أطلقت خلال السنة الجارية، مستعرضة أهم الأحداث التي عرفتها السنة المنصرمة. وأشارت الأسبوعية إلى أنه "رغم المناخ الصعب"، فإن جهة الصحراء شهدت إنجاز عدد من المشاريع الهيكلية في مجالي السياحة والطاقة الريحية"، في إشارة إلى مشروع الشبيكة السياحي قرب طانطان، والذي سيقوم بإنجازه الفاعل المصري (أوراسكوم)، ومشروع إنجاز فضاء لإنتاج الطاقة الريحية بطرفاية بقوة 200 ميغاواط، والذي ستنجزه مجموعة ناريفا-سويس. وأكدت الأسبوعية أن "هذه المشاريع تؤكد على استئناف الاستثمارات بالمملكة، في حين أن الاستثمارات الخارجية المباشرة شهدت تراجعا بنسبة 46 في المائة سنة 2009، حسب أرقام مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية". كما تطرقت "جون أفريك" لدخول فرانس تيليكوم لرأسمال شركة ميدتيل وتوقيع عقد مع العملاق الفرنسي ألستوم من أجل تزويد المغرب ب` 14 قطارا فائق السرعة، وكذا تقديم مشروع رؤية 2020 السياحية التي تروم مضاعفة عدد الرحلات السياحية إلى 18 مليون سنويا ورفع عدد الرحلات الداخلية إلى ثلاثة أضعاف. وفي مايخص الشق الاجتماعي، أشارت المجلة بالخصوص إلى التقدم المسجل بنسبة 70 في المائة في ما يتعلق بمحاربة السكن العشوائي، والانخفاض الملحوظ في نسبة الفقر، التي انتقلت من 14 إلى 9 في المائة ما بين 2006 و 2009، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر التمدرس. كما حاولت "جون أفريك" تقديم مفاتيح لفهم الثورات-التطورات العربية، والأزمة في الكوت ديفوار، ووقع الأنترنت والمواقع الاجتماعية، وكذا بروز الطبقات المتوسطة، حيث تطرقت المجلة لمختلف التطورات في القارة محاولة تحليل الآثار المترتبة لهذا التغيير الشامل ومختلف الفاعلين فيه. وأوضحت الاسبوعية أن "حركة الاحتجاجات التي انطلقت من تونس وهذا التطلع غير المسبوق لتدارك التأخر الصارخ في عدد من المجالات هو ما أيقظ الشعوب".