تعد الشعلة الأولمبية رمزا موروثا من الحضارة اليونانية القديمة، إذ جرت العادة على الحفاظ عليها مضيئة في مذبح "زيوس"، وهو أب الآلهة والبشر عند الإغريق، بمدينة أوليمبيا القديمة خلال فترة انعقاد دورة الألعاب قديما. ويتم إيقاد الشعلة الأولمبية التي بدأ إدراج فكرتها كأحد الفقرات الرئيسية في مراسم الافتتاح مع أولمبياد برلين عام 1936، في معبد الآلهة هيرا، من قبل كبيرة الكهنة في أوليبميا، وفي صحبتها كاهنات أخريات ينحنين على ركبهن أمام المرجل المقدس، ويقال: "أبولو إله الشمس والنور فلتبعث أشعتك لإضاءة الشعلة المقدسة". وتحمل الكاهنات الشعلة وثلاثة أغصان من الزيتون حتى الملعب الأولمبي القديم، حيث تقام بعض الرقصات تمثيلا للتخصصات الأولمبية القديمة، ومن ثم تقوم كبيرة الكهنة بتسليم الشعلة وغصن زيتون إلى حامل الشعلة الأول. وتجول الشعلة لمدة أسبوع أنحاء اليونان قبل أن يتم تسليمها في ملعب باناثينيك بالعاصمة اليونانية أثينا، مقر أول ألعاب أولمبية في العصر الحديث في عام 1896، إلى ممثل الدولة صاحبة شرف استضافة الألعاب الأولمبية، ليتم نقلها إليها. وبالنسبة للنسخة الأولمبية المرتقب انطلاقها الشهر الجاري في ريو دي جانيرو، حمل الشعلة الأولمبية 12 ألف شخص داخل البرازيل بعد أن بدأت جولتها في هذا البلد اللاتيني يوم 3 ماي الماضي من مدينة برازيليا، بعد أن وصلتها من سويسرا، وستستمر حتى تصل إلى مدينة ريو دي جانيرو في 4 غشت القادم (عشية انطلاق البطولة) لتطوف شوارع المدينة حتى تصل إلى استاد ماراكانا الأسطوري، حيث سيتم إشعال المرجل الأولمبي. وبذلك تكون الشعلة طافت في 300 مدينة و27 ولاية في البلد اللاتيني الأكبر مساحة خلال 95 يوما، وهو ما يوازي حوالي 20 ألف كلم.