قال الملك محمد السادس، اليوم السبت، إن "الفساد ليس قدرا محتوما. ولم يكن يوما من طبع المغاربة. غير أنه تم تمييع استعمال مفهوم الفساد، حتى أصبح وكأنه شيء عادي في المجتمع"، مبرزا أنه لا يوجد أي أحد معصوم منه، سوى الأنبياء والرسل والملائكة. وأكد الملك في خطاب سام وجهه إلى الامة بمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربعه على العرش أن "مفهومنا للسلطة يقوم على محاربة الفساد بكل أشكاله : في الانتخابات والإدارة والقضاء، وغيرها. وعدم القيام بالواجب، هو نوع من أنواع الفساد" مؤكدا على "أن محاربة الفساد لا ينبغي أن تكون موضوع مزايدات". وزاد الملك في خطاب العرش: "لا أحد يستطيع ذلك بمفرده، سواء كان شخصا، أو حزبا، أو منظمة جمعوية. بل أكثر من ذلك، ليس من حق أي أحد تغيير الفساد أو المنكر بيده، خارج إطار القانون"، مشير إلى أن "محاربة الفساد هي قضية الدولة والمجتمع : الدولة بمؤسساتها، من خلال تفعيل الآليات القانونية لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، وتجريم كل مظاهرها، والضرب بقوة على أيدي المفسدين". وفي هذا الصدد شدد الملك على "دور المجتمع بكل مكوناته، من خلال رفضه ظاهرة الفساد، وفضح ممارسيها، والتربية على الابتعاد عنها، مع استحضار مبادئ ديننا الحنيف، والقيم المغربية الأصيلة، القائمة على العفة والنزاهة والكرامة".