عكس نهاية أحداث سلسلة "Prison Break" الأمريكية الشهيرة، التي يتمكن أبطالها من الفرار من أكثر السجون مراقبة في الولاياتالمتحدة والمكسيك، باءت خطة "الهروب الكبير" الذي وضعته عناصر من القاصرين نزلاء إصلاحية عكاشة بالدار البيضاء بالفشل، وذلك وفق تأكيدات حسن حمينة، المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، الذي قال، في تصريح لوسائل الإعلام، صباح اليوم، إن الوضع الأمني أصبح متحكما فيه ابتداء من الساعة الحادية عشر من ليل أمس. وأقدم السجناء القاصرون على إتلاف كل المستندات الخاصة بتسيير الموظفين، وسجلات الاعتقال والملفات الجنائية للسجناء، ومكتب الرعاية الصحية، والتجهيزات والملفات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى إتلاف شبكة الاتصالات السلكية. وشملت أعمال التخريب المكاتب والتجهيزات الخاصة بمصلحة التهييئ لإعادة الإدماج التابعة لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بما في ذلك الكتب والآلات الموسيقية والمكتبة الرقمية والمعدات الرياضية والملفات الاجتماعية للنزلاء. كما طال التخريب الأقسام الخاصة بالتعليم. وقال المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إن الأجهزة الأمنية تمكنت من تطويق الوضع وأفشلت المخطط، في الوقت الذي تم فيه نقل خمس عناصر من حرس المركب السجني عكاشة عين السبع إلى المستشفى لتلقي العلاجات، وقد غادروه سالمين. حسن حمينة أضاف أن المتمردين تسببوا أيضا في إصابة ثلاثة أفراد من الوقاية المدنية، وستة من القوات المساعدة، وخمسة موظفين بالمندوبية العامة، كما أصيب تسعة سجناء باختناقات نقلوا على إثره إلى المستشفى؛ حيث قدمت لهم الإسعافات وغادروه، ولم يبق منهم به إلا شخص واحد. وأشار إلى أن المندوبية العامة ستقوم ببحث إداري بمجرد استتباب النظام والأمن بالمؤسسة لمعرفة أسباب هذه الأحداث وترتيب الإجراءات الإدارية الضرورية، في الوقت الذي ستقوم فيه السلطات القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي في الموضوع. وأفاد مسؤولو المركب السجني بأن أعمال الشغب التي قام بها سجناء إصلاحية عكاشة تسبب في خسائر مادية كبيرة على مستوى المصالح الإدارية للمؤسسة؛ حيث تم إتلاف جميع المكاتب والتجهيزات، باستثناء مكتب المقتصد. كما تم إتلاف كل تجهيزات مكافحة الحرائق، والهواتف الثابتة، والعشرات من أجهزة التلفاز الموجودة بالزنازن والتجهيزات الكهربائية، والمعدات الرياضية والأفرشة والأغطية، إلى جانب إضرام النار في خمس غرف بأحد أحياء المؤسسة. مسؤولو المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أوضحوا أنه تم إلحاق أضرار كبيرة بالباب الرئيسي للمؤسسة، وبكل التجهيزات الخاصة بالمراقبة الالكترونية من كاميرات وغيرها، وبحظيرة السيارات الخاصة بالمؤسسة، مشيرين إلى أنه تم الإحراق التام لحافلة وسيارة لنقل السجناء وتدمير سيارة إسعاف وسيارات المصلحة والدراجات النارية الخاصة بالموظفين، بالإضافة إلى شاحنة تابعة للوقاية المدنية وسيارات خاصة كانت داخل المؤسسة. وبعد أن عمدت المندوبية العامة إلى نقل مجموعة من السجناء إلى مؤسسة أخرى، فتحت إدارة المؤسسة، وبتأطير مباشر من المسؤولين بالإدارة المركزية بعين المكان، قنوات التواصل المباشر مع أفراد الأسر الذين حضروا للاطمئنان على أقربائهم من السجناء، ونظمت لهم زيارة مفتوحة.