تباشر السلطات الأمنية المختصة التحقيق في دوافع ومسببات الحريق الهائل الذي شب في أنحاء غابة جبل "كوركو" بضواحي الناظور، منذ ليلة أمس الخميس، حيث لا تستبعد جميع الفرضيات والاحتمالات المتداولة، فيما ما زالت عملية إخماد الحريق متواصلة من طرف مختلف عناصر القوات العمومية. وهرع إلى مكان الحريق مسؤولون محليون وجهويون كبار، قصد الوقوف على وضعية الغابة التي التهمت النيران أجزاء شاسعة منها، منهم والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، محمد امهيدية، ورئيس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، وعامل إقليمالناظور، المصطفى العطار، ورئيس المجلس البلدي للناظور، سليمان حوليش. وأفادت مصادر مطلعة في تصريحات لجريدة هسبريس أن مسؤولين مركزيين رفيعي المستوى، من بينهم الجنرال عبد الكريم اليعقوبي، المفتش العام لجهاز الوقاية المدنية، في طريقه إلى مدينة الناظور، من أجل الوقوف على حجم الخسائر المسجلة جراء الحريق الهائل. وفيما أبدى سكان المنطقة تخوفات من انتقال ألسنة النيران إلى المساكن المتواجدة بمحيط الغابة، لازالت ألسنة النيران تلتهم المزيد من مكونات غابة كوركو، ما أفضى إلى تصاعد دخان كثيف بالمناطق والجماعات المجاورة، مما قد يعرض الساكنة، خاصة من ذوي أمراض الرئة والتنفس، لمضاعفات صحية. وقال نور الدين الصبار، مدير المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور، في تصريح لهسبريس، إنه "لم يسجل إلى حد الآن توافد أي حالة مرضية على المستشفى لها علاقة بالحريق الذي نشب بغابة جبل كوركو"، مشيرا إلى أنه "تم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة مع تشكيل خلية أزمة بالمستشفى تضم مختلف التخصصات". وتسبب هبوب رياح قوية في انتشار ألسنة النيران بالمنطقة الغابوية بضواحي الناظور بشكل سريع، حيث زادت المساحة التي تعرضت للحريق عن 200 هكتار، بحسب ما أفاد به مصدر أمني جريدة هسبريس. ونفى المصدر ذاته أي تدخل لطائرات الهليكوبتر التابعة للوقاية المدنية الاسبانية في عملية إخماد الحريق، مؤكدا أن السلطات المغربية لديها من الوسائل ما يكفي لمواجهة الوضع، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بثلاث طائرات هليكوبتر تابعة للدرك الملكي من أجل التحكم في ألسنة النيران.