تأهلت فرنسا إلى نهائي بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، "يورو 2016" المقامة على أرضها، بفوزها بهدفين نظيفين على النخبة الكرويّة لألمانيا .. بطلة العالم. وفيما يلي خمسة أسباب لفوز المنتخب الفرنسي ووصوله إلى المقابلة النهائية التي تقود صوب التتويج باللقب القاريّ: ديشان يحرك النجوم فرض المدرب ديديي ديشان سطوته على نجوم الفريق .. في المباراة الثانية لم يبال بإجلاس بوغبا أو غريزمان على مقاعد البدلاء، وواصل الدفع أمام ألمانيا بصامويل أومتيتي وموسا سيسوكو، رغم وجود عادل رامي ونغولو كانتي، اللذين لعبا كأساسيين في مرحلة المجموعات. وفي الوقت نفسه؛ لم يحتفظ ديشان بطريقة لعب ثابتة .. وقال مدرب المانيا، يواكيم لوف، عشية المباراة، إن "فرنسا هي أكثر الفرق مرونة في البطولة" .. وقد انتقلت من 4-3-3 إلى 4-4-2 ثم 4-2-3-1 على حسب المنافس ولاعبيها الأساسسين الموجودين في الملعب. غريزمان يتوهج وصل لاعب أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان للمشاركة في "اليورو" للمرة الأولى وهو مرشح للتألق، وأصبح بالفعل على بعد خطوة من أن يصبح رجل البطولة الأبرز. تعرض اللاعب، في البداية، لانتقادات بسبب قلة مساهمته في اللعب الجماعي، ولكنه كشّر مع توالي المبارايات عن أنيابه، وأظهر قدراته التهديفية حتى أصبح هداف البطولة بستة أهداف. يوفر غريزمان حلولا عديدة، أيضا، عندما يعود إلى منتصف الملعب .. وهو "رأس الأفعى السامة" في الهجمات المرتدة؛ كما حدث أمام ألمانيا. هوغو لوريس القائد تجاوز لوريس رقم ديديي ديشان كأكثر اللاعبين الذين حملوا شارة المنتخب الفرنسي، في 56 مقابلة، وكان صمام الأمان ومصدر الثقة ل"منتخب الديوك". صمد هوغو بالفريق أمام الاعصار الالماني في الشوط الاول، وذلك عندما حاصر أبطال العالم المنتخب الفرنسي داخل منطقتهم، وساهم في الحفاظ على نظافة شباك الفرنسيّين. تألق نجوم الصف الثاني استطاعت فرنسا تجاوز مشاكل غياب بنزيمة وإصابة فاران وماثيو .. وظهر نجوم الصف الثاني ليؤدوا الدور ببراعة، مثل رامي وأومتيتي. ورغم استدعائمها في اللحظات الأخيرة الا أن الثنائي المذكور قد ظهر تناغمه مع باقي أعضاء الفريق .. وحظى أوليفيي جيرو بتقدير الجماهير التي رفضت ضم بنزيمة. ملعب فيلودروم قد تكون إقامة مباراة نصف النهاية الثانية في مارسيليا، ووصول فرنسا للعب هناك، صدفة محضة .. مثلما قد لا تكون كذلك بالمرّة .. فجماهير مارسليا من أكثر المشجعين حماسا في المدرجات، وكان لهم دور حيوي في خسارة المانيا. ظهرت في ملعب فيلودروم أجواء فريدة من احترام كرة القدم والخصم مع الحماس الشديد أيضا للفريق الوطني .. وكان ديشان، الذي درب أيضا أوليمبيك مارسيليا، يدرك ذلك .. ولذلك أراد أن يبدأ فريقه بتشكيل خطورة على الخصم لخلق فرص .. وكان يرغب في إطالة فترة الاثارة في المدرجات. وفيما يلي خمسة أسباب لهزيمة المنتخب الألمانيّ وعدم تمكنه من الوصول إلى المقابلة النهائية ب"يورو 2016": شكوك لوف لم تكن ألمانيا في بطولة كأس أمم أوروبا شبيهة بتلك التي أبان عنها المنتخب الذي توج، قبل عامين من الحين، بمونديال البرازيل في نسخته للعام 2014. مدرب "الماكينات"، يواخيم لوف، حرص على نقل شكوكه بنفسه نحو فريقه من خلال اللعب تارة بماريو غوتزه كمهاجم وهمي، ثم الدفع بماريو غوميز كرأس حربة تارة أخرى .. قبل أن يعود ويدفع في الهجوم، فقط أمام فرنسا، بتوماس مولر. غمر الناخب الوطني الألماني منتصف الملعب أمام إيطاليا باللاعبين، بينما عمل على اللعب أمام فرنسا بتشكيل أكثر قربا من الذي منحه الفوز في كأس العالم بالبرازيل. نحس مولر يعد توماس مولر حالة فريدة؛ فاللاعب الذي سجل 10 أهداف في 13 مباراة بكأس العالم لم يهز الشباك ولو لمرة واحدة في كل مشاركاته بكأس أمم أوروبا. أدى هوس اللاعب بتسجيل هدفه الاول في "يورو 2016" إلى خروجه عن التركيز المطلوب، إلى جوار افتقاده للدقة في اللمسات الأخيرة للكرة .. وقد ظل "النحس" ملازمه في البطولة حتى أنه أهدر ركلة جزاء ترجيحية حاسمة أمام منتخب إيطاليا. مشاكل المعسكر لم يقض المنتخب الالماني معسكرا هادئا، حيث كانت سهام الانتقادات توجه نحوه منذ بداية المشوار في فرنسا .. إذ كان الفريق يأمل أن يتحسن مردوده بمرور المباريات، تماما مثلما حدث في "مونديال 2014" .. لكنه خيب التوقعات. بدأت المشكلات مع اختيار مكان المعسكر في مدينة "ايفيان" الحدودية مع سويسرا، وهي البعيدة عن جميع ملاعب البطولة الأوروبيّة .. ما أجبر الفريق على القيام بتنقلات طويلة. طالت الانتقادات أوليفر بيرهوف، المدير الفني للاتحاد الألماني لكرة القدم، يعدما اتهِم بأنه أقام المعسكر لا لشيء إلاّ لأنه يوجد في المدينة مقر الشركة التي يتعاقد معها على الاعلانات. زعزعة الإصابات لم يحالف الحظ يواخيم لوف بسبب الاصابات التي ألمت بنصف تعداد لاعبيه الاساسيين في الرمق الحاسم من البطولة؛ أثر غياب ماريو غوميز عن القدرات الهجومية بسبب عدم وجود بديل جيد. وبعد إصابة سامي خضيرة لم يكتمل الثنائي الرائع في وسط الملعب مع توني كروس .. وخاضت ألمانيا مباراة فرنسا بدون ماتس هوملز، أفضل رجالها في الدفاع .. وزاد الطين بلة خروج جيروم بواتينغ خلال مباراة فرنسا بسبب أثر الإصابة. فترة انتقالية كان يتوقع ظهور جيل كرويّ رائع في ألمانيا، لكن تغيير الاجيال لم يكن سهلا .. ففي اللحظة الحاسمة استعان لوف، مجددا، بالمخضرم باستيان شفاينشتايغر البعيد عن مستواه، والذي يعاني من مشاكل بدنية، بسبب الحاجة إلى خبرة اللعب في وسط الملعب .. ولكن خطأ من هذا القائد غيّر مجرى المباراة، فتسبب في ركلة جزاء ل"الديوك". ولم يكن نوير، أفضل حارس في العالم، حاسما هكما ظهر في مونديال البرازيل عندما كان لاعبا إضافيا في الملعب يلعب أدوار مدافع خلفي .. صحيح أنه تألق في هذه البطولة خلال ركلات الترجيح أمام ايطاليا، لكنه أرتكب خطأ فادحا أمام فرنسا، ما كلف فريقه الهدف الثاني الذي قضى على آمال الألمان بالوصول إلى مباراة التتويج القاريّ. * إفي