بينما ترفع التيارات الدينية شعار "الإسلام هو الحل"، قال الأكاديمي المغربي حسن رحو الجيراري، إن أكبر خطأ يرتكبه المسلمون هو أنهم يعتبرون أن منظومة التدين تحوي حلول جميع مشاكلهم الدنيوية، "في حين أن هذه المنظومة التي أنشأها المسلون في العصر العباسي، ولا علاقة بها بالإسلام، هي أمّ جميع المشاكل التي يتخبط فيها المسلمون اليوم"، وفق تعبيره. ووجه الجيراري في مداخلة له ضمن ندوة نظمها حزبا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة، في موضوع "أسئلة الدين والسياسة في الدولة المدنية" مساء الإثنين بالرباط، (انتقد)، رجال الدين المسلمين، فبعد أن قال إنهم يسطون على الساحة، وصفهم بكونهم "بدعة تاريخية نشأت في العصر العباسي". وأضاف أنْ لا وجود لشيء اسمه الفتوى في الإسلام، وأنّ الرسول بنفسه مُنع من الإفتاء، مستندا إلى الآية (ويستفتونك في النساء، قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب...)، واعتبر المتحدث أنّ الحديث عن إصلاح الدين كلام لا أساس له "لأنّ الدين لا يُصلح، وأقصى ما يمكن إصلاحه هو منظومة التدين، لأن من يفاوض رجل الدين على إصلاح الدين كالسجين الذي يفاوض سجاّنه على طريقة للهرب من السجن". وهاجم الجيراري، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، المنظومة الدينية للمسلمين، قائلا "أقصى حدود المشاركة السياسية في ثقافتنا المبنية على أمور غير دينية، ملخّصة في الشورى، لذلك لا يمكن أن نفكر في بناء الدولة المدنية والحديثة في ظل مجتمع ينخره الجهل بنوعيه، المؤسّس والمقدس، ولا يمكن بناء دولة مدنية في ظل منظومة دينية مليئة بالسخافات"، على حد تعبيره. من جهة أخرى قال الأكاديمي المغربي، الذي حاضر في موضوع "الدولة المدنية المنشودة بين ثقافة الحلول الدينية الجاهزة ومنظومة قيم الحداثة"، (قال) إن ارتباط المغاربة بالمذهب المالكي من الناحية التاريخية غير صحيح، مشيرا إلى أن الفترة الوحيدة التي رُسّم فيها المذهب المالكي كانت في فترة حكم المرابطين، ثم جاءت الدولة الموحدية وأسقطته وأطلقت حرية المذاهب، قبل أن يعود تدريجيا في العصر المريني إلى ما بعد الاستقلال حيث صار مذهبا رسميا بخطاب رسمي وليس بنصّ.