على بعد يومين من الانتخابات البرلمانية المقررة بإسبانيا، والثانية في ظرف ستة أشهر فقط، لم يحدد الكثير من الإسبان بعد اختيارهم بشأن الحزب الذي سيصوتون له الأحد المقبل، مما قد يؤثر بشكل كبير في نتائج هذا الاستحقاق. وبحسب آخر استطلاع للرأي أجراه المركز الإسباني للبحوث الاجتماعية حول هذا الموضوع، فإن 32,4 بالمائة من الإسبان لم يقرروا بعد بشأن اختيارهم بالنسبة للاستحقاقات النيابية المقبلة، مقابل 69,9 بالمائة الذين اختاروا فعلا من سيصوتون عليهم في البرلمان المقبل. ويتوقع الخبراء، بالتالي، اختلافات كبيرة فيما يتعلق بنوايا التصويت، لاسيما خلال الاسبوع السابق للانتخابات، فإذا كانت فئة عريضة من الاسبان قد اعتادت على التقرير في آخر لحظة حول من سيدلون لهم بأصواتهم. فإن البعض منهم لا يتخذ قراره إلا وهم أمام صندوق الاقتراع. وقد كان لتردد الناخبين الإسبان، الذي ليس جديدا، وقع خلال انتخابات 20 دجنبر الماضي والتي اختار خلالها الملايين منهم، ولأول مرة، التصويت لصالح حزب سياسي آخر غير ذلك الذي تعودوا على منحه أصواتهم. وكانت النتيجة ظهور قوتين سياسيتين جديدتين، هما حزبا بوديموس اليساري الراديكالي، الذي احتل المركز الثالث برصيد 69 مقعدا و20,6 بالمائة من الأصوات، وسيوددانس يمين وسط، الذي حل رابعا برصيد 40 مقعدا و14 بالمائة من الأصوات. ولم ينتظر المراقبون حدوث حلحلة كبيرة كالتي أفضت إليها الانتخابات البرلمانية السابقة التي وضعت حدا للثنائية الحزبية التي هيمنت على المشهد السياسي الإسباني طيلة عقود، متوقعين اختلافات بسيطة مقارنة بنتائج استطلاعات الرأي. وبحسب آخر هذه الاستطلاعات، فإن الحزب الشعبي (يمين) سيفوز بما بين 114 و118 مقعدا، متبوعا بالحزب الاشتراكي وحزب بوديموس اللذين سيحصلان على ما بين 83 و87 مقعدا لكل منهما، ثم سيوددانس (يمين الوسط) ما بين 38 و42 مقعدا، كما ستحصل باقي الأحزاب، لاسيما الجهوية، على ما بين 21 و25 مقعدا بمجلس النواب (الغرفة السفلى). ومن تم فإن مصير الحكومة الإسبانية المقبلة يبقى بين أيدي الناخبين المترددين والغاضبين من السياسة، علما أن 59,6 في المائة من الإسبان لا يهتمون أو قليلا بالسياسة. كما أن انعكاسات نتائج استفتاء أمس الخميس حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على الأسواق المالية بإسبانيا قد يؤثر، أيضا، على تصويت المترددين. بدورها قد تدفع الخرجات الإعلامية للمرشحين لرئاسة الحكومة خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية الناخبين المترددين لاتخاذ قرارهم. ويركز بعض قادة الأحزاب المتنافسة مداخلاتهم على القضايا التي قد تجذب إليهم أصوات المترددين. ويظهر هذا الوضع أنه قد تكون أصوات الناخبين المترددين حاسمة في انتخابات بعد غد الأحد إما من خلال أصواتهم أو من خلال عزوفهم عن صناديق الاقتراع. ورغم أن نسبة المترددين لن تلقي بكثير من الشك على نتائج التصويت، إلا أن أصواتهم ستساهم في فوز أو خسران هذا الحزب أو ذاك لبعض المقاعد ومن ثمة تبدو أهميتها. * و.م.ع