يبدو أن هوايات الملك محمد السادس تتكشف يوما عن يوم من طرف متابعي أخباره وحركاته وسكناته داخل وخارج المغرب، إذ ليس هو الملك الذي يحب البحر إلى حد الهيام فقط، إلى أن صرح يوما بأنه لو لم يكن ملكا لكان بحارا، بل هو أيضا ملك يهوى الفنون ويعشق الكتب الرصينة. اكتشاف "الملك القارئ والفنان" جاء في سياق تداول صورة للعاهل المغربي وهو يجلس إلى جوار الفنان الكوميدي الفرنسي ذي الأصول المغربية جمال دبوز، ومطرب البوب والروك الفرنسي ميشيل بولناريف، المعروف بإثارته الجدل بسبب أغانيه وملابسه الغريبة. وظهر الملك محمد السادس في صورة انتشرت في العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الدبوز وبولناريف، جالسين في مقهى وسط العاصمة باريس، وأمامه ثلاثة كتب باللغة الفرنسية، أعلاها مؤلف موسوم بعنوان "مفكرو الإسلام الجدد"، للباحث المغربي المقيم بفرنسا رشيد بنزين، فضلا عن مؤلف آخر لنفس الكاتب بعنوان "الجمهورية، الكنيسة والإسلام". وبدا العاهل المغربي في الصورة التي يتوسط فيها نجم الكوميديا الفرنسية، ومخضرم الروك الفرنسي، الذي عاد قبل 3 سنوات بألبوم بعد غياب عن الساحة الغنائية دام ثلاثة عقود، وهو هادئ الطباع والمزاج، بينما كان يشير دبوز بإيماءاته الفكاهية المعروفة عند التقاط الصورة. وتوقف الكثير من رواد "فيسبوك" عند الكتاب الذي يضعه الملك محمد السادس فوق طاولته بالمقهى، والذي يحيل إلى انهماكه في قراءته وتصفح ورقاته خلال عطلته الأخيرة في فرنسا، التي ينهيها اليوم الأحد بعودته إلى أرض الوطن، استعداد للأنشطة التي دأب على القيام بها في رمضان. واكتشف نشطاء "فيسبوك" المغاربة أن الكتاب الذي يقرؤه ملكهم هذه الأيام يعود للباحث رشيد بنزين، المتخصص في نقد التراث الديني، ما يحيل على أن العاهل المغربي مهتم بالاطلاع على مختلف القراءات الجديدة للمفكرين الإسلاميين، التي تتناول النص القرآني والتراث الديني. "الملك قارئ نهم ومثقف واسع الاطلاع"، بمثل هذه العبارات المشيدة باختيارات العاهل المغربي الثقافية والمعرفية، وأذواقه الفنية أيضا، علق عدد من رواد "الموقع الأزرق" وهم يتبادلون صورة حاكم المغرب إلى جوار الدبوز وبولناريف، وأمامه حزمة كتب.